المنتظرون في زمن الغيبة

المنتظرون في زمن الغيبة

مقدم البرنامج : معروف عبد المجيد

الضيف:سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني
الباحث الاسلامي

_______________________________________

معروف عبد المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين محمد وآله والطاهرين المعصومين. روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: افضل اعمال امتي انتظار فرج من الله (عز وجل). وجاء عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) انه قال: انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله فان احب الاعمال الى الله (عز وجل) انتظار الفرج. وعن الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال: ما ضر من مات منتظرا لامرنا ان لا يموت في وسط فسطاط المهدي وعسكره. تحية طيبة لكم اعزاءنا المشاهدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً ومرحبا بكم في لقاء آخر من برنامج: المهدي الموعود، عنوان هذا اللقاء هو: المنتظرون في زمن الغيبة، وضيفي الباحث الاسلامي سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني، مرحبا بكم سماحة الشيخ.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: حياكم الله، مرحبا بكم.
معروف عبد المجيد: يطيب لي ان يشاركني في تقديم هذا اللقاء زميلي الخطاط الفنان الاستاذ علي رضا جليلي، استاذ علي تفضل.
زميل البرنامج الفنان الايراني علي رضا جليلي:شكرا استاذ. بسم الله الرحمن الرحيم، اعزائي المشاهدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. احييكم تحية عطرة وارجو لكم احلى واسعد الاوقات فكونوا معنا.
معروف عبد المجيد: لوحة هذه الامسية ماذا تحمل من الروايات استاذ جليلي.
زميل البرنامج الفنان الايراني علي رضا جليلي:جملة من دعاء العهد وهي: اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الامة بحضوره.
معروف عبد المجيد: ان شاء الله، شكرا لكم. اعود لضيفي سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني، مرحبا بكم مجددا سماحة الشيخ.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: اهلا وسهلا ومرحبا.
معروف عبد المجيد: المنتظرون في زمن الغيبة هو عنوان هذه الحلقة من برنامج المهدي الموعود، ونحن قد عالجنا هذا الموضوع في حلقات سابقة ونود في هذا اللقاء ان ننظر اليه من زاوية مختلفة فنبدأ بالقاء الضوء على المنتظرين، من هم المنتظرون وكيف يكون الانسان المؤمن منتظرا لظهور المهدي (عليه السلام).
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وشفيع ذنوبنا محمد وآله الطاهرين. ارحب بكم ايها الاخوة المؤمنون ايتها الاخوات المؤمنات في هذه الامسية المباركة لنلتقي حول هذا العنوان في ان نبحث حول المنتظرين للإمام المهدي (عج)، ونبدأ بتحليل هذا العنوان فالمنتظر في اللغة هو الذي يتوقع شيئا ويعد نفسه لهذا التوقع فاذا كان منتظرا لقدوم شخص فانه بمقدار اهتمامه بذلك الشخص المنتظر والمتوقع قدومه فانه يعد نفسه بما يتناسب مع اهمية هذا الشخص، وبما اننا نؤمن ان الإمام المهدي المنتظر (عج) هو الإمام المعصوم الذي يكون ولي الامر نيابة عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) في قيادة الامة وهدايتها وتعيين مسيرتها لذلك كلما كان المؤمن موجدا لهذا المعنى في نفسه ومختزنا لهذه الاهمية فانه يعطي الانتظار ايجابية ومعنى وحركة ونشاط، فالانتظار اذا اخذناه بالمعنى السلبي عند بعض الناس كما يتصور بأنه الانتظار معناه انه نكف عن واجباتنا وتكاليفنا الشرعية وان نوكل الامر الى الذي سوف يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا كما ورد في الاحاديث المتواترة عن النبي (صلى الله عليه وآله) حينما يصف الإمام وظهور الإمام الحجة المنتظر (عج) فان هؤلاء يتصورون ان الانتظار يعني ان نتخلى عن مسؤولياتنا وان نوكل الامر الى الإمام الحجة عندما يظهر هذا الانتظار السلبي، هذا الانتظار الذي يتصور هؤلاء بانه يعفيهم من مسؤولياتهم، لكن الادلة الشرعية التي تثبت الواجبات على جميع الناس ومن جملتهم المؤمنين الذين يعيشون في زمن الغيبة وبالخصوص تلك الروايات التي تؤكد على واجباتهم فانه يحولنا من هذا المعنى السلبي الى المعنى الايجابي، المعنى الايجابي للانتظار يعني انا الانسان المؤمن عندما ينتظر قدوم الإمام المهدي المنتظر (عج) فانه يعد نفسه بالشكل الذي يتلائم مع ظهور الإمام، نحن عندما نتأمل في مسألة غيبة الإمام ونتساءل لماذا اصلا غاب الإمام الحجة (عج) نعرف ان تقصير الامة في القيام بواجباتها وفي الدفاع عن ولي امرها هو الذي ادى الى ان يحكم الله سبحانه وتعالى بغيبة الإمام حفاظا على هذه الروح المقدسة، فاذن اصل القضية في مسألة الغيبة هو تقصير الامة تقصير المسلمين المؤمنين في واجباتهم لذلك هذا التقصير كلما استمر فانه يطيل زمن الغيبة واذا كنا ندعو وهذا قد امرنا به في الروايات اذا كنا بتعجيل فرج المولى (عج) فانه ينبغي ان نلتفت الى انفسنا لنصحح من مسيرتنا لكي نجعل اعمالنا وقيامنا بواجباتنا مطابقة للهدف الذي سوف يظهر من اجله الإمام الحجة (عج) وهو اقامة العدل المطلق النسبي وليس المطلق المطلق وانما المطلق النسبي لانه مادمنا في الدنيا فان هذه الامور تكون نسبية ولا تكون عدالة مطلقة الا في يوم القيامة عندما تتحقق العدالة في محكمة العدل الالهي فقط.
معروف عبد المجيد: جميل جدا، الآن سماحة الشيخ الانتظار لابد وانه يختلف من عصر الى آخر طبقا لظروف العصر فضلا عن ما يجب على المؤمن من فروض وواجبات معروفة وما ينبغي ان يتحلى به من صفات حميدة وخلق قويم لاستقبال المخلّص او المنجي الإمام المهدي (عليه السلام) لابد وان تكون هناك ايضا امورا اخرى ينبغي عليه ان يعمل بها مثلا الآن في هذا العصر الاسلام والمسلمون الامة الاسلامية تواجه تحديا كبيرا سواء كان هذا التحدي من الداخل او من الخارج فما هو واجب المؤمن ما هي وظيفة الانسان المسلم في هذا العصر لكي يكون بالفعل انسانا منتظرا بمعنى الكلمة.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: في الواقع ان معظم المشاكل التي نعيشها والتي لا يستطيع وضعنا الاسلامي الحالي الامة الاسلامية بكاملها ان تواجهها نجد ان الاساس هو جهل الامة.
معروف عبد المجيد: التقصير دائما انتم الآن تركزون على الداخل، هذا شيء جيد، يعني لا نلقي بكل التبعات على الآخرين فلننظر الى انفسنا اولا.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: جهل الامة من ناحية بدينها وثانيا جهل الامة بزمانها باحداث عصرها فلدينا رواية واردة في الكافي الشريف في الجزء الاول في الصفحة (26) من الكافي يقول المعصوم (عليه السلام): العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس. يعني الانسان اذا كان يعيش عصره ويعيش احداث عصره ويستطيع ان يحللها فانه الاشياء التي تلبس عليه الاحداث وتختلط عليه الامور لا تهجم عليه يكون بريئا منها فاذن هذا الجهل بالزمان والجهل بالدين عنصران اساسيان يشملهما عنوان الجهل بشكل عام، هذا الجهل هو الذي يؤدي الى ان نتقاعس عن واجباتنا قد لا نتصورها واجبة وقد نتصور انها واجبة ولكننا نتقاعس في مرحلة العمل عن تنفيذها، يوجد رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) يقول فيها، ايضا هذه الرواية واردة في بحار الانوار الجزء الثاني والخمسين صفحة (362) يقول الإمام الصادق (عليه السلام): ان قائمنا اذا قام استقبل من جهلة الناس اشد مما استقبله رسول الله (صلى الله عليه وآله). نحن نعرف ان هذه الرواية المشهورة بين السنّة والشيعة انه النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: ما اوذي نبي مثلما اوذيت. ومع ذلك هذه الرواية عن الإمام الصادق تقول بأنه اذا قام القائم (عج) فانه يستقبل من جهلة الناس اشد مما استقبله رسول الله.
معروف عبد المجيد: هنا على من نلقي باللائمة على العلماء ام على الامة، يعني الامة لا يمكن ان تقاد الا عن طريق العلماء فالعلماء هم مصابيح الامة في كل مكان هل ترون ان العلماء ايضا داخلون في هذا الاطار او انهم لم يقوموا بواجبهم على الوجه الاكمل او ماذا.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: المسؤولية المشتركة بين الجميع، الكل مكلف العالم مكلف والجاهل مكلف، الجاهل مكلف بأن يرجع الى العالم ليتعلم والعالم مكلف بأن يعلم الجاهل ان يتعلم اولا هو كما يقول امير المؤمنين (صلوات الله عليه): ومعلم نفسه ومؤدبها خير من معلم الناس ومؤدبهم. نحن في بعض الاحيان نأتي الى طبقة العلماء ولاسيما علماء الدين نلاحظ ان العالم يكتفي بتثقيف نفسه بالمفاهيم الى آخره ويبقى بعيدا عن منطقة الوعي، يصبح عالما ولكنه غير واع.
معروف عبد المجيد: يعني هو في وادي والامة في وادي آخر.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: نعم هو يعيش مع الكتب والمقروءات ويكتفي بهذا المقدار ولا يرى على نفسه واجبا انه ان يخرج الى الناس ان ينزل الى مستوى عامة الناس ان يعاشر الناس ان يعرف مشاكلهم هذه يبقى في معزل يعيش في برج عاجي وتبقى الامة في جانب وهو في جانب آخر.
معروف عبد المجيد: او ان يكتفي مثلا بما يبتغيه من علم بعيدا عن احداث العصر بعيدا عن ما يقع هنا وهناك، بعيدا عن التحديات السياسية مثلا التي تواجه الامة، بعيدا عن الصراعات الموجودة على الكرة الارضية، اليس هذا بطبيعته علما، كما تعلمون العلماء في الامة الاسلامية بغض النظر عن المذاهب العلماء ليسو على وزان واحد هناك من يقول مثلا لا دخل لنا بالسياسة فلنكتفي بالفقه والاصول والحديث والتفسير ونترك السياسة لاصحابها، هل هذا الكلام صحيح هل هذا مثلا في نظركم يعتبر انتظارا ايجابيا للقائم (عليه السلام).
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: قلنا بأنه الجهل له مرحلتان او له بعدان، تارة الجهل يكون بالدين وتارة الجهل يكون بالظروف المحيطة بالانسان هذا لون من الجهل بالدين ان من يتأمل في الدين فيجد ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي يخاطبه الله (جل وعلا) في القرآن الكريم فيقول له { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} فالرسول بيّن عمليا كل الرسالة الاسلامية ومن جملتها انه تولى قيادة الناس وتولى قيادة الدولة الاسلامية اول ما نشأت فالذي يقطع بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) معصوم وهذا مشترك بين السنّة والشيعة وقد تولى الرسول (صلى الله عليه وآله) قيادة الامة فهذا يثبت ان السياسة جزء من الدين، واذا نظرنا الى بقية ائمة المسلمين مثل الإمام امير المؤمنين مثل الإمام الحسين (عليه السلام) وما شابههم فانهم حاولوا مهما امكن ان يستلموا السلطة السياسية لكي يسيروها على اساس القيم الاسلامية ولكنه لم يتح لهم.
معروف عبد المجيد: واضح طبعا ان العلماء من مذهب اهل البيت (عليهم السلام) تقريبا مجتمعون على ان السياسة لا تنفصل عن الدين بحال وهناك ايضا كوكبة لا بأس بها من المذاهب الاخرى تقول بنفس الرأي بل وتدعو اليه ولكننا لا نجد ان شيئا من هذا يتحقق هل تجدون ان هذا الواقع السياسي بالذات الذي يبتعد فيه العلماء عن مسار السياسة في الامة هل يعتبر هذا بنظركم تمهيدا حقيقيا للظهور.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: هناك ثلاث فئات في كل مجتمع هذه الفئات تحاول ان تحاصر علماء الدين المخلصين الواعين وان تحجمهم هذه الطبقات اولا الطبقة السياسية المنتفعة، ثانيا طبقة الاثرياء والاغنياء واصحاب رؤوس الاموال، وثالثا المثقفون بثقافات اخرى البعيدة عن الثقافة الاسلامية ثلاث طبقات في المجتمع الاسلامي ولاسيما في مجتمعاتنا المعاصرة هذه الطبقات الطبقة السياسية تحاول ان تشتري علماء الدين ليدافعوا عن مواقفها اللا اسلامية.
معروف عبد المجيد: ومن هنا ظهرت ظاهرة وعاظ السلاطين.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: احسنتم، الطبقة الثانية طبقة الاثرياء هؤلاء يحجبون مساعداتهم عن علماء الدين المخلصين الذين لا يرون انهم لا يقفون معهم في سبيل اثرائهم اللا مشروع فهؤلاء يحجمون عن مساعدة العلماء المخلصين وتبقى الاكثرية الكاثرة من الشعوب الاسلامية التي هي اما امية في مجال الدين واما شبه امية وان كانت مثقفة في الثقافات الاخرى ولكنه بالنسبة الى الدين تعتبر امية، هؤلاء يطيعون الساسة يطيعون الاثرياء يطيعون الاقوياء فيبتعدون عن علماء الدين المخلصين ويشيحون بوجوههم عنهم فيبقون محاصرين، هؤلاء مع مجموعة صغيرة تؤمن بزهدهم وباستقامتهم وكلما كبرت هذه الفئة وهذه المجموعة واتسعت ولاسيما بين طلاب الجامعات كما نلاحظ في مصر مثلا فانه هناك شريحة كبيرة من المثقفين المؤمنين الواعين الذين يلتفون حول علماء دين ليسوا مبايعين للسلطة وليسوا سائرين في خط السلطة التي في بعض الاحيان يجد الانسان صراحة وقوفها في وجه الاسلام والحركة الاسلامية.
معروف عبد المجيد: جميل اذن الآن خلاصة ما تفضلتم به ان على الامة علماء وغير علماء ان تنتظر انتظارا ايجابيا وهذا لا يكون الا في كافة وقائع الحياة من دين الى السياسة الى الفكر الى الثقافة الى العلوم الاخرى لان الإمام المهدي (عليه السلام) اذا كنا ننتظره في الواقع هو يريد تمهيدا عالما تمهيدا معرفيا ولا يكون هذا التمهيد عن طريق الجهل او عن طريق الانفصال عن واقع الامة المعاش. لو سمحتم نأخذ اتصال من العراق الاخ ابو زهراء، تفضلوا.
المتصل الاخ ابو زهراء من العراق: السلام عليكم وعلى ضيفك الكريم الشيخ الخاقاني.
المقدم/ سماحة الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ ابو زهراء من العراق: سماحة الشيخ نحن نعلم ان الرسالة التي بعثها الإمام الحجة (عج) للشيخ المفيد (قدس سره الشريف) تحث الاتباع والموالين تحثهم على عدم الخوض في الفتن وبعض الاحاديث تقول: كونوا احلاس بيوتكم، فكل الاحاديث للائمة المعصومين تنبه على الانسان ان لا يدخل في السياسات وغيرها لانها بالتالي ليست من مصلحه لانه يقع في الفتنة حتما ولم يرد اي حديث يؤيد الدخول في زمن الغيبة في السياسة فهل لديكم يا ترى حديث يحث المؤمنين الى الخروج الى السياسة والى مقارعة اي شيء غير الذي سمعناه.
معروف عبد المجيد: شكراً لكم الاخ ابو زهراء، جيد سماحة الشيخ تتفضلون بالجواب او نواصل الموضوع.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: بالنسبة الى النصوص التي تقول بأنه الشيعة عموما واتباع اهل البيت (عليهم السلام) لا ينبغي لهم ان يزجوا انفسهم في الفتن في واقع الامر هذه المساواة بينها وبين السياسة هذه من قبيل المغالطة تعتبر لانه السياسة ليست كلها فتن السياسة التي جاء بها امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) هذه كانت مقاومة للفتن امير المؤمنين يقول: انا فقعت عين الفتنة. هو دخل السياسة وفقع عين الفتنة، نعم الوقوع في الفتنة والانخراط فيها هذا لا يناسب اهل البيت ولا يناسب اتباع اهل البيت.
معروف عبد المجيد: الا يتعارض هذا مع قوله: كونوا احلاس بيوتكم في الفتن.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: بالنسبة الى الفتن عندما لا يعلم الانسان وجه الحق، عندما تغيم الرؤية أمامه ولا يعرف اين الحق واين الباطل فليس عليه ان يدخل في شيء لا يعرف اوله ولا آخره اما انه هو مكلّف بالبحث عن ان الحق اين هو فاذن هذه التحذير من الوقوع في الفتنة يعني الانسان بدون وعي سابق وبدون معرفة سابقة يأتي ليزج نفسه في قضية لا يعرفها مثل انه يدخل بحث فكري وليس متخصصا فيه هذا الوقوع في الفتنة.
معروف عبد المجيد: او ينخرط في السياسة وهو لا يفهم في السياسة.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: لا يدري بانه اي شيء يوافق الاسلام، اي شيء يخالف الاسلام.
معروف عبد المجيد: او يفتي وهو لا يعرف الفقه.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: احسنت، فالدخول في شيء لا يعرف الانسان ذلك الشيء هذا وقوع في الفتنة في اي مجال هو لا يختص بالسياسة فقط.
معروف عبد المجيد: طبعا امير المؤمنين ايضا قال في هذا المجال حول طبيعة التصرف او كيفية التصرف في الفتن: لا تكن ظهر فيركب ولاضرع فيحلب، بمعنى انه لابد ان يكون المؤمن لا يستغل، لابد له من الحنكة والذكاء.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: حتى يتصرف بالموقع المناسب بالشكل المناسب.
معروف عبد المجيد: هنا الاخ ابو زهراء يقول هل يوجد مثلا ما يحث على الدخول في السياسة في الاسلام؟
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: نعم كثير من النصوص هذه النصوص التي تحث على مثلا التمهيد لظهور الإمام الحجة المنتظر (عج) هذه الامور نحن نعرف ان الهدف الاساسي المعلن في الروايات لظهور الإمام الحجة (عج) هو اقامة العدل، واقامة العدل قضية سياسية.
معروف عبد المجيد: هذا لا يكون الا عن طريقة دولة شرعية والدولة الشرعية لابد لها من السياسة وبالتالي اذن لابد من السياسة على كل حال.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: احسنتم، اذن التمهيد ايضا يتناسب مع الشيء الممهد له، التمهيد في زمن الغيبة عندما ينتظر الناس ظهور الحجة المنتظر (عج) فاذن لابد ان يبنوا العدالة بالشكل الميسور لهم وهذا تدخل بالسياسة بامتياز هذا.
معروف عبد المجيد: هو للاسف سماحة الشيخ يعني بعض المسلمين نقلوا هذه المقولة عن المسيحيين والمسيحيون بدورهم نقلوها عن عيسى المسيح (عليه السلام): اتركوا ما لله لله وما لقيصر لقيصر، نعم ورد هذا في نصوص من الانجيل ولكن المقام كان مختلفا تماما حتى ان المسيحيين انفسهم لا يعتبرون هذه المقولة تؤيد بعد رجال الدين عن السياسة على الاطلاق، انتم تعلمون والاخوة طبعا يعلمون جيدا ان الفاتيكان هذه المؤسسة الكبرى وهي دولة تلعب دورا فاعلا في تسيير السياسة في الغرب، أليس هذا تدخلا في السياسة، فلماذا اذن لا يجليس بابا الفاتيكان بعيدا عن الدنيا وبعيدا عن السياسة وبعيدا عن الثقافة وبعيدا عن ما يحدث في العالم، نجد انه دائما ما يدخل في كل هذه الوقائع فحتى هم الذين نقلوا هذه المقولة لا يطبقونها لانها غير صحيحة وهم غير مقتنعين بها فكيف نطبقها نحن المسلمين.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: نحن عندما نتأمل في وضعنا الاسلامي وعندما نجد بعض بلادنا محتلة من قبل الاجانب ومعتدى على حقوقنا ومصادرة حقوقنا فاذا عملنا بمثل هذه التوصيات لان نبتعد عن السياسة وان نجلس في بيوتنا هذا مخالف لروح الاسلام، الاسلام الذي يقول بأنه اذا استغاثك مسلم فاذا لم تغثه فانت لست بمسلم. هذا الاسلام كيف يتلائم مع اجلس في بيتك وجعل الظلم ينتشر والعدالة تسحق وانت تعتبر نفسك ممهدا لظهور الإمام المهدي المكلف باقامة العدالة في الارض هذا متناقض مع هذا.
معروف عبد المجيد: ان شاء الله يكون هذا الجواب كافيا للاخ ابو زهراء، ونعود الى ما كنا فيه من حديث سماحة الشيخ. الآن حول اوصاف المنتظرين، هناك اوصاف عامة طبعا للانسان المؤمن وهناك اوصاف خاصة للمؤمن المنتظر لكي يشعر الانسان بانه من المنتظرين الحقيقيين ماذا يجب عليه ان يفعل ما هو وصفه لكي نشير اليه ونقول هذا من المنتظرين الحقيقيين للإمام المهدي (عليه السلام).
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: في رواية النص مذكور في نهج البلاغة في الخطبة (193) همام يسأل الإمام امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) ان يصف له المتقين وهو من خواص الإمام (صلوات الله عليه) فالإمام اول يمتنع عن الجواب ثم بعد ذلك يبدأ بسرد بعض صفات المتقين من جملتها يقول: فالمتقون فيها هم اهل الفضائل، اصحاب الفضائل منطقهم الصواب، اذن انت تعرف الانسان من خلال منطقه وهذا المنطق يعتمد على تفكيره كلما كان الانسان صائبا في تفكيره واضحا في تفكيره منظما لتفكيره فانه منطقه يتناسب مع لون تفكيره، وملبسهم الاقتصاد ومشيهم التواضع، غض ابصارهم عن ما حرّم الله عليهم ووقفوا اسماعهم على العلم النافع لهم، اريد ان اتأمل قليلا في هذا النص المبارك، وقفوا اسماعهم على العلم النافع لهم، الانسان يوجد علوم كثيرة في زماننا هذا يعني نحن صحيح مثلا ان نتخصص نحن المدافعين عن التشيع والاسلام هكذا ينظر الينا صحيح ان نتخصص في النحل مثلا ان نذهب لندرس النحل موضوع علمي او نتخصص في هذه الامراض الكثيرة التي تظهر كل يوم بشكل جديد هناك اولويات فاذن نحن نقف اسماعنا على العلم النافع لهم واي نفع اكبر من النفع الذي يجلب للانسان السعادة الآخرة، هذا العلم هو الذي يبين لنا كيف نسلك في هذه الدنيا لكي ننال ثواب ورحمة الله سبحانه وتعالى في الآخرة.
معروف عبد المجيد: لابد من المعرفة بعلوم الدين وايضا علوم الدنيا.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: نعم لان هذه مادامت طريقا للآخرة فانها تعتبر دينية احد اساتذتنا حفظه الله يقول بأنه ليس صحيحا ان نقول بأنه الفيزياء علم دنيوي وانه مثلا علم العقائد علم اخروي وانما كلما كان هدف العلم هو رضا الله والوصول الى الآخرة فانه يصبح علم ديني وعلم اخروي حتى الفيزياء اذا كانت تستعمل مثل هؤلاء الذين يدرسون الطاقة النووية لكي تكون للامة الاسلامية وللجمهورية الاسلامية كيانها الضخم والقوي فان هؤلاء علومهم دينية، هذا العلم لانه يقصد به الآخرة، يقصد به تقوية كيان الامة الاسلامية، فهذا علم اخروي ليس علما دنيويا فالعلم بالهدف المطلوب منه يقيّم على اساس هذا الهدف.
معروف عبد المجيد: في عصر ما كان العلم في الامة الاسلامية كان شاملا وكان علماء المسلمين رواد الحضارة في الدين في البداية طبعا وفي العلوم الطبيعية في الجبر وفي الكيمياء وفي الطب وفي الفيزياء وفي الفلك.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: في العلوم التي كانت متوفرة في زمانهم.
معروف عبد المجيد: نعم فهذا لابد منه ايضا لكي تكون الامة امة حضارية بمعنى الكلمة لان الحضارة ليست فقط مقتصرة على علوم الدين، علوم الدين طبعا في البداية ولها الاولوية ولكن لابد وان نكون اقوياء ونحن نخوض صراعا حضاريا مع الحضارات الاخرى والا لتخلفت الامة الاسلامية كما هو تقريبا شأنها الآن هم تركوا حتى تركوا علوم الدين ليس فقط العلوم الطبيعية فاصبحوا في الخلف بعد ان كانوا في الأمام، اذن طيب سماحة الشيخ اعود الى حديث قرأته في المقدمة عن الرسول (صلى الله عليه وآله) يقول افضل اعمال امتي انتظار فرج من الله (عز وجل)، وايضا الرواية عن امير المؤمنين: انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله. هذا الانتظار الا يكفي ان يكون الانسان متسلحا بالامل ويكفي يعني يكون هذا الامل في قلبه وفي اعماقه وفي مشاعره انه الايام سوف يظهر في يوم من الايام ويملأ الارض قسطا وعدلا هذا يكفي يعني مجرد الشعور بالامل الا يجعل الانسان من المنتظرين للإمام المهدي (عليه السلام) مجرد فقط الشعور بالامل والرجاء تفضلوا.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: قد تكون الظروف المحيطة بالمؤمنين صعبة وعسيرة وحالكة بحيث تؤدي بالانسان اذا ضعف ايمانه الى اليأس فأول خطوة هي كسر هذا اليأس والمقابلة لهذا اليأس بالامل، الامل ان يعيش الانسان وهو يعتقد بأن هذا الامر الذي اعيشه الآن وهو خلاف رغبتي وهو خلاف عقيدتي وهو خلاف ما اؤمن به هذا الظرف قابل للتغيير هذا الامل في هذا لكن قابل للتغيير ينبغي ان اكون انا مساهما في هذا التغيير.
معروف عبد المجيد: { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: لاحظ بانه الفاعل هنا هم القوم يغيرون.
معروف عبد المجيد: اذن نعود مرة اخرى الى الانتظار الحركي الانتظار الفاعل، الانتظار الايجابي كما تفضلتم. شكراً معنا اتصال من العراق لو سمحتم الاخ ابو نور، تفضلوا.
المتصل الاخ ابو نور مع العراق: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ ابو نور مع العراق: هنالك الكثير من الحركات الخفية تنادي باسم سفراء للإمام المهدي فهنا توجد الحركة اسمها القواعد الشعبية او غيرها وغيرها، يعني يدعون للناس انه عندنا سفير خفي فهل هذا له دليل وهذه موجودة هنا حاليا في العراق وشكرا.
معروف عبد المجيد: شكراً لك الاخ ابو نور. السؤال المهم الآن يعني بعد ان خضنا تجربة ادعاء المهدوية هناك من يدعي السفارة، فهل هناك سفارة في الغيبة الكبرى سفارة خاصة كحال النواب الاربعة في الغيبة الصغرى.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: عندما بدأت الغيبة الكبرى للإمام الحجة (عج) فانه الى ان يظهر الإمام (صلوات الله عليه) فانه لا يوجد سفارة خاصة على الاطلاق وانما الانسان يكون مقيسا الى القيم العامة والوضع العام لمذهب الشيعة الاثني عشرية نحن نتحدث عن هؤلاء بالخصوص ولا نتحدث عن هذا العنوان العام الذي قد يشمل غير الاثني عشرية من الشيعة الزيدية وغيرهم والاسماعيلية وو.. الى غير ذلك.
معروف عبد المجيد: والبهرة.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: احسنتم، فنحن نتحدث عن هؤلاء بأنه لا يوجد سفير خاص بعد الغيبة الكبرى للإمام الحجة (عج).
معروف عبد المجيد: اثناء الغيبة الكبرى.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: نعم، اثناء الغيبة الكبرى، فحتى يظهر الإمام يقاس الشخص بطريقة تفكيره بقياس ما يصدر عنه الى ما هو موجود من المتواترات في مذهب الشيعة هذا الامر يقاس اليه ونحن نتبعه مادام مستقيما اما اذا تغيّر الوضع لانه قد يبدأ الانسان في بداية وضعه الاجتماعي ونشاطه الاجتماعي قد يبدأ انسانا مستقيما ولكنه خلال مسيرته ينحرف فيدعي مثلا الباب والبهاء هؤلاء بدأوا كطلاب في الحوزة العلمية وبعد ذلك تضخمت شخصياتهم ونتيجة لانخراطهم في بعض الحركات فانهم وصلوا الى ما وصلوا اليه من الانحراف، نحن نسير مع الشخص مادام ملتزما بالقيم ومادام ملتزما بالاحكام الشرعية ومادام محافظا على وضعه كأنسان طبيعي عادي مؤمن مثل بقية المؤمنين.
معروف عبد المجيد:احسنتم كثيرا، يعني الآن كما ترون هناك مثلا من يدعي السفارة وهناك من يدعي بأنه مثلا اليماني والاخ ذكر بعض الاسماء مثلا وبعض الحركات كالقواعد الشعبية هؤلاء كيف نتعامل معهم وكيف ظهرت مثل هذه الحركات ولاسيما في العراق في هذا الوقت بالذات، من الذي يقف وراء كل هذه التصرفات والسلوكيات.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: العامل الاول كما ذكرنا في البداية بأنه استقبل الإمام من جهلة الناس اشد مما استقبله رسول الله (صلى الله عليه وآله) كل ما كانت القواعد الشعبية مع الاسف الشديد جاهلة وجهلها الديني اقصد حتى لو كانت مثقفة بالثقافات الاخرى حتى لو كان خريج جامعة حتى لو كان يعمل دكتوراه ولكنه في المجال الديني جاهل فانه قد يستغفل من قبل بعض العناصر المتشيطنة او التابعة لابليس العصر، ونحن نعتقد بأن سبب كل هذه الفتن في المنطقة هي الصهيونية العالمية بالدرجة الاولى وحليفتها الولايات المتحدة الامريكية وهذا الاحتلال لبلدنا واهلنا في العراق هذا الاحتلال كان مقصودا به في البداية انه حماية اسرائيل وليس تخليص الشعب العراقي من ظلم النظام السابق وما شابه ذلك من شعارات حملوها لكي يأتوا الى المنطقة، والواعون كانوا يعلمون بان الولايات المتحدة الامريكية مدفوعة من قبل الصهاينة جاؤوا ليحتلوا العراق حتى يؤمنوا خليفة لاسرائيل وحفاظا لها والصهاينة هم وراء مثل هذه الحركات بشكل مباشر او غير مباشر وهؤلاء قد ينخدعون بشكل يعلمون او لا يعلمون قد يستغفل الانسان وينخرط في منظمات لا يدري بأنه اين ينتهي رأس الخيط فيها.
معروف عبد المجيد: يعني هناك بعض البسطاء وهم ايضا من محبي الإمام المهدي (عليه السلام) قد ينجرون ويقعون بالتالي في مثل هذه الاحابيل لبساطتهم.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: هذا مفقود عندهم عنصر الوعي حتى لو كان هذا الانسان مثقفا بالثقافة الدينية ولكنه لا يعرف الظروف العالمية ولا يعرف نشاط الصهاينة في العالم لذلك فانه قد يقع في المصيدة ويقاد الى ما يغضب الإمام المهدي (عج).
معروف عبد المجيد: قد يقول هؤلاء مثلا سماحة الشيخ بأننا من المنتظرين ومن الممهدين لظهور الإمام وها نحن سفراء الإمام فلماذا لا تنضمون الينا.
سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني: هذا ادعاء يحتاج الى اثبات، يحتاج الى دليل ما هو الدليل الذي يدل على هذا لانه نحن عندنا بالنسبة الى ارسال الانبياء والى مجيء الائمة المعصومين (عليهم السلام) هؤلاء الناس يطالبهم بالمعجزة والله سبحانه وتعالى يعترف بهذا الامر { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } فاذن اقامة الحجة وهذا دليل الاعجاز الذي يأتي به النبي ليثبت ارتباطه بالله (سبحانه وتعالى) هؤلاء مدعوون لاقامة المعجزة.
معروف عبد المجيد: شكراً لكم سماحة الشيخ، وبهذا اذن نختتم هذا اللقاء من برنامج المهدي الموعود، نشكركم اعزاءنا المشاهدين كما اشكر ضيفنا سماحة الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني، الى اللقاء الى الاسبوع القادم ان شاء الله، اسألكم الدعاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه...

المصدر

</B></I>

جزاك ِ الله خيراً
على الإثراء والنقل
مشكورة

يعطيك الف عاافيه اختي

يعطيك الف عاافيه

مشكوره جزاك الله خيرا

اللهم عجل لوليك الفرج وسهل له المخرج واجعلنا من انصارهـ واعوانه
مشكورهـ قلب من نور
على نقل الحلقه الرائعه
في ميزان حسناتك يارب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بسم الله الرحمن الرحيم


جزاك الله الف خير على الطرح



تحياتي لك

جزاكي الله خير قلب من نور على النقل القيم والهادف
يعطيك العافية

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .