احذروا الفتنة المظلمة!!

احذروا الفتنة المظلمة!!
قال تعالى: { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } التوبة
وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: [ إن الفتن إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت نبهت ينكرن مقبلات ويعرفن مدبرات ] نهج البلاغة
 مقدمة:
هناك تحذير خطير في الآية المباركة والرواية الشريفة ولمن يشاهد أحداث اليوم يشعر ببوادر الفتنة تلوح في الأفق، وما دعاني لكتابة هذه المقالة المتواضعة هي كثر اللغط والقيل والقال في المواقع المجالس والمنتديات وابتدأت لغة التسقيط تعصف بكل أطياف البيت الشيعي من هنا ومن هناك فإذا وقفت معي عزيزي القارئ تجد سياطا خفية تضرب هذا، وتسقط ذلك، وتشغل الفكر العربي الإسلامي.
لذلك سيكون الحوار معكم في هذا المقال في جانبين هما:
1- علامات توحي ببوادر الفتنة نستجير بالله منها.
2- مواجهة تلك الفتنة وعلاجها .
[1]علامات توحي ببوادر الفتنة نستجير بالله منها.
هنا سأضع علامات مهمة يُفهم منها أن هناك فتنة مظلمة يجب أن تكثف الجهود من الغيورين على المذهب والتنبه لها وهي حسب التسلسل التالي:
- الحديث عن المرجعية أصبح شرعة لكل وارد.
- التطبير ماله وما عليه في الوسط الشيعي.
- الخلافات في وسط رجال الدين.
- الأقلام الحادة على رجال الدين من قبل بعض المثقفين .
- السبق في إظهار الخلافات أي كان مشربها وتسويقها للمجتمع طمعاً في حب الإثارة وبعثرة الأوراق.
- تقسيم المجتمع إلى مسميات متعددة الأطياف لضرب بعضها ببعض.
- كذلك التغيرات الملفتة للنظر في الوسط السني.
- رفع مستوى الدعاية والإعلام للرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.
كل هذه الإشارات توحي بأمر ما لمتابع الأحداث عن كثب حيث لو رأينا قبل عشر سنوات كان لها رؤيا وقراءة لا تخلو من خطوط حمر صعب تجاوزها، أما اليوم أصبحت الخطوط الحمراء خضراء، وباستطاعة أي أحد الحديث والحوار عنها تحت مسمى حرية الفكر والتحرر عن رجال الدين والمنافسة في إثبات الوجود والجرأة على الحديث عن المراجع بكل يسر بلا حدود تحت مسميات الكل تحت دائرة النقد ولا عصمة لأحد إلا للمعصومين، فما كان محرما سابقا أصبح مجازا اليوم وبلا حدود مفتوح على مصراعيه. ألا يدعوك أخي القارئ لوضع تساؤل من هو المستفيد لخلط الأوراق وإيجاد حالة من الضبابية في المشهد العربي الإسلامي؟! أترك لك تحليل الوضع بالتأمل والتفكير.
لو حاولنا أن نقرأ المشهد بطريقة واعية لنقشع الضباب عن أعيننا واكتشاف ما خلف الأكمة، ولعل القارئ يقول: من هو المستفيد لخلق حالة من التمرد الفكري في الساحة؟ ومن هو المستفيد لضرب المرجعية؟ ومن هو المستفيد لخلق العصبية في المجتمع في الميول سواء مذهبية أو تيار أو خط أو توجه رياضي كروي؟ ومنْ هو المستفيد لإشغال الفكر العربي والإسلامي في وضعه في خلافات دائمة في حياته اليومية؟ ومن المستفيد أن تكون الأمة العربية الإسلامية في سبات دائم وفي تناحر دائم وخلاف دائم وفي تقسيم دائم وفي .. إلخ؟
الجواب بكل صراحة هو العدو المشترك المتفق عليه من قبل العالم العربي والإسلامي، وأعانه على ذلك في اتجاهاتنا المختلة عدم القراءة الواعية والجهل والاهتمام بأمور لا ترفع من مستوى الفرد والمجتمع وإشغال العقل في إذكاء الفتن والحيل والتسقيط وإبعاده عن العلم والتفكر واستغلاله في رفع المستوى العلمي في المجتمع الإسلامي. لذا نحن أمام مسئولية كبرى تجاه مجتمعنا ووطننا أن نكون على حذر دائم وترقب موزون.
[2] مواجهة تلك الفتنه وعلاجها.
نأخذ علاج الفتنه من ساحة القدس الإلهي في قوله تعالى: { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران
ومن سيد الموحدين أمير المؤمنين علي عليه السلام حيث قال: [عليكم بتقوى الله و نظم أمركم وصلاح ذات بينكم ]نهج البلاغة
فنستفيد من هذه الآية وكذا الرواية علاجا ناجعا لمواجهة الفتنة في أي زمان نجملها فيما يلي:
1- أن نعمر عقولنا بنور العلم والمعرفة، ونشعل فتيل الإبداع في كل مجالات تخصصاتنا المعرفية.
2- نحترم التخصص لكل فرد في مجتمعاتنا، ولا نتعدى حدوده في أي حقل معرفي سواء كان هذا التخصص حوزويًا أو طبيا أو هندسيا أو تقنيا أو غيره من التخصصات الأخرى.
3- نشتغل بطلب العلم خصوصا في التكاليف الشرعية، وهي الرسالة العملية لأن فيها منهج حياة كامل تحدد أهم ركيزة في التعامل مع المتغيرات الحياتية اليومية، وهي علاقتنا مع الله وعلاقتنا مع الآخر أيًا كان منهجه أو توجهه أو صفته أو هيئته سواء كانت بشرية أو حيوانية أو مادية.
4- أن نحكم قواعد اللعبة، وذلك بمعرفة مكمن الضعف في نفوسنا وتقويته بالمعرفة والإطلاع وسؤال أهل التخصص والتروي الشديد وعدم الحكم السريع على أي حدث يكون أمامنا أو ينقل لنا.
5- ترويج ثقافة حرية الاختلاف وعدم الدخول فيما لا نعلم، ونعطي مساحة للمخطئ في نظري لتصحيح ما ذهب إليه، وذلك بالسكوت عنه، فهو أبلغ رسالة تصل له فيشكك فيما قاله، فالأمر لا يخلو من أمرين: إما إنّه على خطأ أو إنّه على صواب، ومن حيث أنّ طبيعة الإنسان المشكك يذهب على أنه أخطأ.
6- نترك ساحة اتهام النوايا والتشكيك وسوء الظن وغيرها من الأمراض التي تعصف بروح الإنسان ما لم تتوفر عندنا حجة ودليل واضح أو قرينه قطعية تفيد اليقين لا نحكم في على الشيء.
7- التركيز على الجميل أينما وجد، وغض البصر عن ما هو قبيح أينما وجد، فالباطل يموت بتركه.
8- نحدد الأهداف والغايات التي نريد الوصول إليها بطريقة علمية منظمة وهادفة بعيدة عن الانتقام وحب الظهور وتسلق أسوار الظلام في غياهب النفس الشريرة.
الخلاصة:
لا يتأتى ذلك العلاج ما لم ندرك تماما حقيقة أنفسنا، ونعرف حجمها العقلي والمعرفي، وما هي دورها الحقيقي في الحياة، وهذه الحقيقة يكشفها الدعاء من لسان أهل الطهر والنقاء محمد وآله محمد إذا كنت في محراب العشق الإلهي حينما تكون بين يديه سبحانه، وتقول بلسان أعجزه لؤمه لجرأته على ما ليس له فتقول: (اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني). وكذلك حينما تقول لساحة القداسة بقلب منكسر: (اللهم ارزقني يقينا تباشر به قلبي) وكذلك قولك: (من عرف نفسه فقد عرف ربه). وكذلك: ( رحم الله من عرف قدر نفسه ) وكذلك: (من ادعى العلم فقد جهل ). وقول أمير المؤمنين علي عليه السلام:[ رحم الله من اشتغل بعيوبه عن عيوب الناس ]

اللهم صل على محمد وال محمد
احسنت وبارك الله فيك ع الطرح الجميل
كلي شوق لي جديدك يا الغالي
اجمل وارق التحاية لك
إشتياق

</b></i>

	بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم علامات مهمة يُفهم منها أن هناك فتنة مظلمة يجب أن تكثف الجهود من الغيورين على المذهب والتنبه لها وهي حسب التسلسل التالي: - الحديث عن المرجعية أصبح شرعة لكل وارد. - التطبير ماله وما عليه في الوسط الشيعي. - الخلافات في وسط رجال الدين. ألف شكر لك عزيزي خادمكم زاهر

الله يعطيك العااااافيه