..]] منتديات الحويرات [[.. - عرض مشاركة واحدة

مشاهدة أوسمتي · 04-24-2012, 08:44 PM


	السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ‎في مثل هذا اليوم ‎اهتز العرش وغضب رب العالمين ‎و في مثل هذا اليوم ‎فُجِعَ خاتم الأنبياء و المرسلين ‎وفي مثل هذا اليوم ‎بكت جموع الملائكة المقربين ‎و هم ينظرون زينباً وحسناً وحسين ‎متشبثين بجسد الطهر فاطم ‎بعد أن خبا منه التسبيح والأنين ‎وفي مثل هذا اليوم ‎أُزهقت ألماً روح خير الوصيين ‎بذات المسمار الخؤون اللعين ‎في مثل هذا اليوم رحلت فاطمة الزهراء عليها السلام وهي أول شهيدة من آلِ البيت بعد وفاة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ‫…‬ ‎ رحلت بعد أن قامت بدورها الثوري الجهادي في زعزعة أركان دولة الطغيان المعارضة لدولة الحق الإلهي ‎رحلت شهيدة مجاهدة في سبيل الله وهي تعلم أنها ستخلف خلفها أيتاماً صغاراً هم أشرف خلق الله فلم يثنها ذلك عن المضي في جهادها لإنكار الباطل و الصدح عالياً بالحق ‎فما كان ذلك الدور العظيم الذي قامت به مولاتنا الزهراء عليها السلام و الذي لم يكن ممكناً لأي أحد غيرها أن يقوم به؟ ‎قبل أن يلتحق الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وعلى اله الأطهار بالرفيق الأعلى كان قد أبلغ أهل بيته عليهم السلام بما يجري عليهم من بعده من المصائب والظلم والعدوان ‎ فقد قال “يا علي إن القوم نقضوا أمرك واستبدوا بها دونك وعصوني فيك ، فعليك بالصبر حتى ينزل الأمر، ألا وإنهم سيغدرون بك لا محالة ، فلا تجعل لهم سبيلا إلى إذلالك وسفك دمك ، فإن الأمة ستغدر بك بعدي ! كذلك أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربى تبارك وتعالى” ‎وكان الرسول صلوات الله عليه و على آله ينظر إلى الإمام علي عليه السلام ويبكي وحين يسأله عن سبب بكائه كان يقول "ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني" فالإمام علي عليه السلام هو قاتل فرسانهم وشجعانهم وصاحب كل منقبة وفضيلة عليهم فكانت الكثير من الصدور مشحونة ضد الإمام علي عليه السلام ‫.‬ ‎لذلك كان الإمام علي و السيدة الزهراء عليهما السلام يدركان أن الدين الذي أكمله الرب بولاية علي عليه السلام سيتعرض للتضليل عن جادة الطريق الذي ارتضاه الله عز وجل لعباده ، فالولاية تنصيب إلهي وأمر إلهي يجب أن يتبع و يطاع وعدم مبايعة علي عليه السلام بالولاية هو عصيان للأمر الإلهي وهدم للدين وهذا باطل تجب مقاومته و التصدي له، و لكن الرسول صلوات الله عليه و آله أيضاً كان قد أوصى الإمام علي عليه السلام وقيد تصرفه بتوصيات لم يكن الإمام علي عليه السلام ليخالفه فيها وهو من سأل النبي بما ينبغي عليه فعله "بأبي أنت وأمي يا نبي الله فما تأمرني أن أفعل إذا كان ذلك ؟ ‎قال: إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم ونابذهم ، وإن لم تجد أعوانا فبايعهم واحقن دمك ." ‎فكان أمام الإمام علي عليه السلام خياران‫:‬ إما أن يحارب ويجاهد بشرط وجود الأعوان والأنصار ‎أو يحقن دمه و يصبر على ما يجري عليه‫.‬ ‎ ولكن عز عليه الناصر والمعين والصدور مشحونة ضغائن ضده فقد قال عليه السلام "لو وجدتُ أربعين‌ ذوي‌ عزمٍ لناهضتُهم‌" ‎ من ناحية أخرى إن بايع الإمام علي عليه السلام بدون مقاومة فسيختلط الأمر على الناس فيعتقدون أن لا خطأ في أن يتولى أي شخص أمر الخلافة والولاية ، وهذا فيه تضليل للناس وعدم إنكار للمنكر والدعوة إلى الحق و بذلك كان لا بد من المقاومة على قدر الإستطاعة حتى يعي الناس أن مبايعة علي عليه السلام كانت إجباراً و إكراهاً لا عن رضى وقبول ‎وهنا برز الدور المهم للزهراء عليها السلام فقد انتفضت لدين الله وثارت عليهم وقدمت نفسها قرباناً لمرضاة الله ‎اذ استقبلت أحقادهم و ضغائنهم على جبينها و عينها و خدها و صدرها و جنينها ‎كانت مقاومة الزهراء عليها السلام ترمي إلى أمرين: ‎1) أن تثبت بطلان وضلالة وفساد هذه الخلافة وأنها لا تحكم بما أنزل الله بل و تخالف كتاب الله صراحة بزعمهم أن الأنبياء لا يورثون‫.‬ ‎2) عندما يُظلم علي عليه السلام ويغصب حقه فإنه ربما لن يحرك تلك الصدور المشحونة ضده فهو فارس عظيم وعندما يسقط الفارس العظيم عادة يتلقى الشماتة لا التعاطف من منافسيه ، ولكن عندما تظلم بضعة المختار الوحيدة وهي امرأة ضعيفة فقد تتحرك النخوة وتثور الشهامة في النفوس الأبية ويكون وقع الظلم على النفس أشد. ‎و برغم حزنها و لوعتها على فراق أبيها إلا أنها نهضت وقامت بواجبها في التفريق بين الحق و الباطل وفي فضح من زعموا أنهم إمتداد للنهج المحمدي‫.‬ ‎فحينما غصبها القوم أرض فدك جعلت من ذلك وسيلة لفضحهم فالزهراء عليها السلام عندما طالبت بفدك لم يكن ذلك طمعاً في الإرث أو المال فهي أسمى من أن تنظر للدنيا وهي من بيت امتدحهم الله بأنهم يؤثرون على أنفسهم ولو بهم خصاصة و هم المتصدقون ثلاثاً بإفطار صومهم ‎خرجت الزهراء عليها السلام بنفسها لتري الناس فساد وضلالة غاصب الخلافة بمنعها حقها وكيف تجرأ عليها وهي ابنة النبي برفضه قولها بأن فدك نحلة لها وبمطالبتها بالشهود على صدق كلامها ‎فهو لم يكتف برد شهادتها و رد شهادة الإمام علي عليه السلام و رفض شهادة الشهود الذين ‎ أحضرتهم الزهراء عليها السلام و هم أم أيمن و أسماء بنت عميس ‫(‬زوج أبي بكر آنذاك‫)‬ و رباح مولى النبي صلوات الله عليه و آله، بل أحضر عمر وعبدالرحمن بن عوف ليشهدا أن الرسول كان يقسم من فدك بين المسلمين وهذا ينافي كونها هبة للزهراء عليها السلام‫.‬ ‎وكان هذا تجرؤاً عظيماً على الزهراء فكيف يقوم بإظهارها بمظهر الكاذبة الطامعة في أكل مال المسلمين بالباطل؟ ‎وكأنه بذلك يتهم الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام أنها كاذبة وتتقول على الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ‎أو لم يسمع قوله " من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" أو تكذب فاطمة على أبيها وتتقول عليه من أجل متاع دنيا لتتبوأ النار وهي سيدة نساء الجنة؟ ‎لو كانت فدك مال المسلمين أوَ تقبل فاطمة و هي ابنة الوحي أن تأكل مال المسلمين بالباطل؟ ‎أوَ تجهل فاطمة أن من يأكل مال الناس بالباطل انما يأكل في بطنه ناراً؟ ‎فأي تفكير سليم وأي فطرة نقية تقبل ذلك ، باتهامه لفاطمة عليها السلام فهو يتجرأ على حرمة النبي صلوات الله عليه و آله ، وأما كان ذلك كافياً ليثير غضبهم واستياءهم ليرفضوه وينقضوا بيعته لتجرأه على تصغير عظيم منزلة ابنة نبيهم صلوات الله عليه و آله فقد ألقت خطبتها في مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لتنكر الباطل و تتم الحجة على جموع الأنصار و المهاجرين : (‎إيهاً بني قيلة أأُهضم تراث أبي وأنتم بمرأى مني ومسمع، ومنتدىً ومجمع، تلبسكم الدعوة، وتشملكم الخبرة، وأنتم ذوو العدد والعدّة، والأداة والقوة، وعندكم السلاح والجُنّة توافيكم الدعوة فلا تجيبون، وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون) ‎ففي خطبتها عليها السلام تستنهض القوم للدفاع عنها و توبخهم على تخاذلهم عن نصرتها وإغاثتها ولو اجتمع منهم أربعون رجلاً مخلصاً لنهض الإمام علي عليه السلام وحارب القوم على أمر الولاية. ‎ولم تكتفي الزهراء عليها السلام بذلك بل كانت تطوف مع زوجها و ولديها بيوت المهاجرين و الأنصار ليلاً تدعوهم لنصرة زوجها و لكنهم تعللوا بأنهم قد بايعوا غيره و لو أن علياً عليه السلام طلب ذلك قبلاً لأجابوه وبذلك لم يراعوا حرمة الزهراء عليها السلام وهي تطلب منهم الإقرار ببيعة علي عليه السلام، ومع رفض الإمام علي و الهاشميين إعطاء البيعة فقد كانوا مهددين بالقتل و كانوا معتصمين في بيت الزهراء عليها السلام رمز المقاومة وكان ذلك يشكل خطراً على الزهراء نفسها فوقع على مولاتنا ما وقع من اعتداء على حرمتها و حرمة دارها فجادت بنفسها ثمناً لهذه المقاومة فانكشفت حقيقة هذه الخلافة الفاسدة و الظالمة التي نهضت بالجور و الظلم لابنة الرسول صلوات الله عليه و آله ‫.‬ ‎وكانت الزهراء عليها السلام قد أعلنت غضبها على الشيخين و وصيتها بعدم حضور أحد جنازتها و إخفاء قبرها لم يكن من أجل غضب لشخصها و لكنه غضب من أجل الله و إعلان لرفض الباطل فمخالفة عظيمة كغصب حق الولاية كانت تستدعي رفضاً و استنكاراً كبيرين ليكون ذلك دليلاً باقياً على بطلان هذه الخلافة و على عدم شرعيتها ، و مهما مرت السنون فستبقى هذه الجريمة في حق ابنة الرسول صلوات الله عليه و آله وصمة عار في جبين من اقترفها وستبقى صرخة الزهراء عليها السلام تدوي في أسماع الضمائر الحية ضد كل ظلم و استكبار على حدود الله‫. رزقنا الله و إياكم شرف خدمة الزهراء عليها السلام و إن حال المقدور بيننا و بين أن نكون ملبين لنصرتها حين عز عليها الناصر فدعوانا أن يرزقنا تلبية نداء ولدها المنادي بأخذ ثأرها. موفقين لكل خير