في ذكرى استشهاد الصديقه فاطمة الزهراء عليها السلام بضعة الهادي الامين وام الائمة المعصومين وزوجة يعسوب الدين وام الحسن والحسين عليهم جميعا صلوات رب العالمين .
اقامة مكتبة السيد الخوئي قدس نفسه الزكيه ليالي ثلاث لتلك الذكرى الاليمه حيث واسى اهالي القريه في تلك الليالي الثلاث الرسول الاعظم والامام علي والحسن والحسين والائمة المعصومين وكذلك بقية الله في الارضين امامنا صاحب العصر والزمان الحجة ابن الحسن ارواحنا لمقدمه الفداء .

تقرير
الاستاذ القدير زاهر حسين العبدالله .

هناك خصائص وفرت لأبناء وبنات الأنبياء لم تتوفر لغيرهم ومن هذه الخصائص ما يلي ، وهذه أولى النقاط في محاضرتنا :
1- إن بني الأنبياء لا يستطيع أحداً الفتك بهم إلا أولاد الزنا .2
- تحريم الصدقات عليهم ، وليس ذلك مقصورا على أبناء الرسول محمد صلىالله عليه وآله وسلم ، بل هوعام لكل الأنبياء
3- أطفال الأنبياء سواء كانوا إسقاطا أم صغارا يعفوا من الامتحان من قبل الله عز وجل بخلاف أطفال البشر الذين يقولون علماء الكلام لابد أن يمتحنهم الله قبل أن يدخلهم الجنة .
4- إن بنات الأنبياء عليهم السلام لا يطمثن أي لا يرون دم الدورة الشهرية التي تأتي لنساء البشر ، وعلى رأسهم سيدتنا فاطمة عليها السلام .
5- إنهم ينمون في اليوم الواحد كما ينمو غيرهم في الشهر ، وينمون في الشهر كما ينمو غيرهم في السنة كما أخبرنا بذلك الإمام الصادق عليهالسلام ، ولمن يشكك في ذلك فقد جعل الله لكل ظاهرة يكون هناك شبها لها في خلقة ، فمثل النعامة تنمو في كل يوم سنتي مترا بخلاف غيرها الذي ينمو فيالشهر سنتي مترا واحدا . وكذلك إضاءة وجه الزهراء عليها السلام في ظلام الليل الدامس له مثيل في بعض مخلوقات الله سبحانه .
6- صلاح أبناء الأنبياء فنبي الله إبراهيم عليه السلام وهو يدعو ربه حينما منحه الله الإمامة طلب أن تكون في ذريته ، وهذا من باب الشفقة على أبناء الأنبياء . ومن ذلك أليس النبي الأعظم صلى الله عليه وآله أولى بالشفقة من إبراهيم عليه السلام ؟! فهل تُجاب دعوة الخليل إبراهيم ، ولا تجاب دعوة الحبيب محمد صلى الله عليه وآله . وهنا تعليق للفخر الرازي الذي يعتبر عبقرية في التفسير حيث أنه يستنبط العقائد من القرآن الكريم من دون الحاجة للرجوع إلى الروايات ، فحينما جاء لتفسير قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا }وربطها بالآية التي تصدرنا بها البحث في قوله تعالى : { ومن ذريتي } .فقد استنبط أن الأنبياء أولى بالشفقة و المحبة على أولادهم من غيرهم بدليل قرينة ( قوا أنفسكم وأهليكم ) . ولذا من الضروري أن يكون أولادالأنبياء صالحين كي تبلغ الناس الحجة ، ويكون مساندا لرسالة الأنبياء وتثبيتا لرسالة أبيه على الناس كافة .
7- الحمى عن أبناء الأنبياء تتضاعف عندهم أكثر من غيرهم من البشر كماأخبرنا الإمام الصادق عليه السلام . فيأتي العلامة المجلسي معلقا فيقول :إن الحمى الواردة في تراثنا الإسلامي التي تأتي لأبناء الأنبياء غيرالحمى التي تأتي لسائر الناس فهي أشد من ذلك . ولذا تجد رواية عن الإمام زين العابدين في واقعة الطف حينما قال لعمته زينب عليها السلام : (سنديني ) فكانت به حمى بحيث لا يستطيع من خلالها النهوض من شدة ألمها .
النقطة الثانية :
على أي أساس أو مبنى تحجب هذه الخصائص عن سائر الناس ، وتوفر في أبناءالأنبياء وبناتهم عليهم السلام وفي أرواحهم و أجسادهم دون غيرهم ؟يمكن إرجاع الجواب الأولي إلى حديث الطينة الذي يقول : ( السعيد سعيداًوهو في بطن أمه ، والشقي شقي وهو في بطن أمه ) . وهذا الحديث يشمل جميع خلق الله ومنهم أبناء الأنبياء عليهم السلام . ومفهوم السعادة في الحديث لا يعني أن يكونوا السعداء في حد سواء في السعادة ، بل المقصود أنه يكون مستعدا في بطن أمه للسعادة ، وهذا مقدر له منذ الأزل ثم يخرج ويُمتحن ،فيأخذ من السعادة ما نجح في الإمتحان إلا أن أبناء الأنبياء عليهم السلام طينتهم بها توليف بين ما ذكرناه في الحديث السابق وبين القابلية لأرواحهم وأجسادهم بما خصهم الله سبحانه من الكرامة على الخلق . وكما ذكرنا في النقطة الأخيرة من الخصائص أن الحمى تأتي مضاعفة على أبناء الأنبياء أكثرمن غيرهم .وهناك جواب آخر وهو أن الزهراء عليها السلام حملت أسراراً عظيمة في مختلف جوانبها في روحها في جسدها في أمورها الخاصة منها والعامة . وهذه الصفات من خصائص الخلود لنبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسائر الأنبياء عليهم السلام لماذا ؟ لأن بنات الأنبياء يحملون أسرار آبائهم ، وهناك شاهد علىذلك هي حادثة التابوت لأحد أنبياء بني إسرائيل الذين حاولوا وضعه تحت صنم، فلما وضعوه أتوه في اليوم التالي ووجدوه فوق الصنم ...وهكذا في اليوم التالي . وفي اليوم الثالث سمروا التابوت بأقدم الصنم فرأوا في اليوم التالي أن أقدام الصنم متكسرة وهو على الصنم فاحتاروا الناس في أمره ...فذهبوا إلى بنت نبي وأخبروها بالحال ، فقالت : ما تزالون في نقمة هذاالنبي ما لم تربطوا التابوت في بقرتين ـ وفي رواية تسحبوها إلى بيت المقدس ـ وفي أخرى دعوا البقرات تذهب بتابوت حتى استقرت البقرتان في بيتالمقدس ، فدفن التابوت هناك ، فنجوا الناس من نقمة الله عليهم بفضل معرفة سر هذه الظاهر من بنت النبي عليه السلام .ولذا تجد الدعاء المعروف عن الزهراء عليها السلام : (اللهم أني أسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ) . وكذلك الحديث الآخرالذي يقول : ( نحن حجة الله على الخلق ، وأمنا الزهراء حجة الله علنا ) .ولذا تجد شفقة الرسول صلى الله عليه وآله بابنته الزهراء وصلت إلى حدينفطر فيها القلب من حين زفافها لأمير المؤمنين علي عليه السلام ، ففقدها النبي صلى الله عليه وآله تلك الليلة ، فذهب مسرعا في صباح اليوم التالي لبيت علي عليه السلام ، وطرق ... فأدخله عليه السلام ، ولم تعلم بوجده الزهراء عليها السلام ، فلما خرجت فوجئت بوجود أبيها ، فأخذها الحياء ،فتعثرت ، وسقطت على الأرض ، فقام النبي صلى الله عليه وآله مسرعا بلهفة ،وهو يبكي... فرفعها عن الأرض ، ووضع رأسها في حجره ، وهو يقول : ( فداها أبوها ) .وفي احتضاره صلى الله عليه وآله جاءته الزهراء عليها السلام فقالت: (تكلم يا أبا . فقال نادوا عليا ، فحضر عنده ، فوضع يد فاطمة في يد علي ،وقال له : هذه وديعة الله ورسوله عندك فاحفظها ).