السيد السلمان : رمي الكتب الدراسية مخالفة شرعية وسلوكية

في خطبة يوم الجمعة الموافق 20/ 7 /143هـ في جامع آل الرسول (ص) بالأحساء
افتتح سماحته بالحديث الشريف عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم الذي يوصي فيه أبا ذر:

(يا أبا ذر ، اغتنم خمساً قبل خمس ، شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك ، يا أبا ذر ، إياك والتسويف بأملك ، فإنك بيومك ولست بما بعده).

وأشار سماحته إلى المضامين العالية في هذا الحديث وما فيه من مواعظ تمس واقع الإنسان ، مبيناً سماحته الفرق بين الموعظة والحكمة ، وهو أن الحكمة تخاطب العقل والفكر والغاية منها إيجاد قناعة لدى الإنسان وتهدف إلى مكافحة الجهل ، وأما الموعظة فهي تخاطب القلب والغاية منها تذكير الإنسان بما تلقّاه من حكم وتهدف إلى مكافحة الغفلة ، وأن الإنسان بحاجة للحكمة والموعظة ولهذا قال تعالى: ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ] فالموعظة في الحديث الشريف عامة لجميع الناس للمؤمنين وغيرهم ، الصغار والكبار والرجال والنساء ، وهي تضع أمامنا خمس فرص ذهبية في حياة الإنسان لابد من الاستفادة منها:

1) الشباب: يجب اغتنام هذه المرحلة قبل الكهولة والشيخوخة ، وقبل فواتها ، إذ لا يعرف قيمتها إلا من فقدها ، ومن تعدى هذه المرحلة يتمنى الرجوع إليها لأنها مرحلة القوة والإنجاز ، وفي مجتمعنا العديد من الشيوخ الذين قضوا شبابهم في الأمور الصالحة ، وكذلك يوجد من الشباب من يبادر في فعل الخيرات ، وهذا المطلوب من شبابنا ، وليس كأولئك الذين أضاعوا شبابهم في المحرمات.

2) الصحة: الكثير ممن فقد البصر أو السمع يتمنى أن يعود إليه لكي يقرأ أو يسمع القرآن أو الأدعية ، والكثير ممن أصبح عاجزاً يتمنى أن يمشي ليحضر صلاة الجماعة ، فعلى من يمتلك الصحة أن يشكر الله سبحانه وتعالى بتوظيفها في طاعته وعدم صرفها في معصيته.

3) الغنى: لا إشكال أن الغنى خير من الفقر ، إذ أن المال وسيلة يحقق عن طريقها الإنسان مكاسب دنيوية وأخروية فهو ليس بقبيح ، ولكن القبيح أن تصرفها في المحرمات أو تمتنع عن أداء ما عليك من حقوق مالية لله أو للناس ، ولا تعتمد على الورثة في أداء ما عليك من التزامات مالية للشرع ، فقد لا تنفذ وصاياك ، وينبغي أن توسع على عيالك فإن التوسعة على العيال أفضل من الصدقة.

4) الفراغ: وهو ليس مفسدة في كل الأحوال بل فرصة لتحقيق الإنجازات ، وأغلب إنجازات العظماء إنما تحققت في وقت فراغهم ، فعلى الإنسان أن يستفيد من وقت الفراغ بالتزود الروحي والفكري والعبادي والعلمي والمعرفي والثقافي ، وبما أننا مقبلون على العطلة الصيفية ينبغي على الشباب العمل على الاستفادة منها ، ولا مانع من وقت للترويح عن النفس ولكن ليس كل الوقت ترويح وسهر ونوم ، بل لابد من توزيع الأوقات بوضع جدول للترويح وملاقاة الإخوان والتزود بالمعارف من خلال المراكز الصيفية المتوفرة لتعليم الفقه والعقائد ، فعلى الآباء أن يحثوا أبناءهم للالتحاق بهذه المراكز.

5) الحياة: فإن الموت يأتي فجأة ، واليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل ، ولو كشف الغطاء عن الأموات لرأيناهم يتمنون الرجوع للدنيا لكي يستزيدوا من الأعمال الصالحة.

ومن جانب آخر نبه سماحته الطلاب حول بعض المظاهر السيئة مثل رمي الكتب المدرسية ، فهذا فيه مخالفة شرعية لأن أغلب الكتب تحوي على آيات أو أحاديث ، ومخالفة سلوكية لأن مظهر الأوراق في الشوارع غير حضاري ، ومن الحرص على الوطن الحفاظ على نظافة البلد والعناية ببيئة صحية نظيفة (النظافة من الإيمان) لذلك الأنسب أن ترسل الكتب المدرسية وتوابعها الغير مرغوب فيها للجمعيات الخيرية للاستفادة منها في إعادة التدوير ، ولا ينبغي إحضارها للمساجد ولا رميها في المقابر ، فبذلك تكون عرضة للرياح فتتمزق الأوراق وتتطاير ، كما أنه من الخطأ وضع نسخة من القرآن على القبر ، فهذا أيضاً يعرضه للهتك.

ربي يعطيك العافيه ع الطرح الرائع