سماحة العلامة السيد هاشم السلمان :إلى متى والحوادث المرورية تخطف أعزاءنا؟

في خطبة يوم الجمعة بجامع آل الرسول (ص) بالأحساء

حساكم - جامع آل الرسول
افتتح سماحته خطبته بقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة} وأشار إلى خطوط المسئولية ومساحتها في تربية النفس والأسرة ، وتفادي الانحرافات السلوكية والأعمال السيئة من خلال القيام بعملية التوجيه والإرشاد ، وما يجب على كل مؤمن من ابعاد نفسه وأهله عن كل الأسباب التي توجب دخول النار والوقوع في دائرة السخط الإلهي ، من خلال الاعتناء بتربية الأسرة التي هي النواة الأولى للمجتمع الصالح.

وتطرق سماحته إلى إعداد المقدمات اللازمة لتحقيق التربية الصالحة ابتداء بتهذيب النفس ، واختيار الزوجة الصالحة ، وتعاون الأب والأم في المسئولية ، ويلي ذلك الاعداد الدقيق للبرنامج التربوي بأن يكون دائماً القدوة الصالحة ، وتفريغ النفس للجلوس مع الأسرة لتعليمهم وتصحيح أخطائهم وتوجيههم وإرشادهم وغرس العقيدة الحقة وتعليمهم الوظائف الدينية والأحكام الشرعية ، وغرس الأخلاق الفاضلة في نفوسهم ، والقيام بمسئولية المراقبة والمتابعة.

وأشاد سماحته ما تنعم به منطقتنا من المراكز الدينية وتطوع العديد من الرجال والنساء في تعليم الأبناء طوال السنة ، فينبغي المبادرة إلى تسجيل الأبناء والبنات في هذه المراكز ، فإن فيه تخفيف على الآباء في مسئولية تعليم ذويهم المعارف الإسلامية والأحكام الشرعية.

وتابع سماحته بأننا اليوم أمام واقع لا مفر منه ، وهو اتخاذ وسائل الاعلام والاتصالات المتطورة ، فلا يمكن منع الانترنت وأجهزة الاتصالات ، ولكن لابد من متابعة الأبناء وتوجيههم نحو الاستفادة الصالحة ومناقشتهم ومعرفة ما يتابعون ، ونحذرهم من البرامج والأدوات الاكترونية المحرمة ، والأفلام الساقطة والمسلسلات المنحرفة ، ولابد من مراقبة سلوكياتهم والمحاسبة الشرعية لأي تصرف خاطئ يصدر منهم بالكلمة الطيبة والتدرج في الموعظة ، ومتابعتهم في علاقاتهم الخارجية للتعرف على طبيعة سلوكيات أصدقائهم فأن التساهل في ذلك ينتج ظهور سلوكيات سيئة.

وتطرق سماحته إلى حوادث السير التي زهقت فيها العديد من أرواح الشباب في بداية حياتهم الدراسية أو الوظيفية نتيجة الممارسات الخاطئة والسرعة المتهورة ، فقال لابد من التوجيه الصحيح للأبناء فقد أصبحت الحوادث المرورية مفجعة جداً وشكّلت هاجساً كبيراً ، فالإحصاءات العالمية تشير إلى وفاة أكثر من مليون شخص بسبب الحوادث المرورية ، وأكثر من ثمانية وثلاثين مليون مصاب ، ومع الأسف الشديد أن السعودية تحتل أكبر نسبة بين الدول في الحوادث المرورية ، حيث ان التقارير الرسمية تقول أنه يموت فيها معدل عشرين شخص يومياً ويسجل حادث في كل دقيقتين ، مما جعل وفيات الحوادث في السعودية أكثر من الوفيات التي تقع في الحروب بين الدول ، فتشير إحصائية انه خلال عشرين عام توفي أكثر من ٨٦٠٠٠ شخص بسبب الحوادث المرورية ، أي أكثر ممن قتل في الحروب الستة (أيلول الأسود وحرب الصحراء الغربية وحرب الهند وباكستان وحرب الخليج وحرب الستة مع إسرائيل) التي نتج عنها ٨٢٠٠٠ قتيل ، وأما الخسائر المادية فبلغت ١٤ مليار ريال سنوياً ، ويتوقع بعد سنتين أن يصل إلى ١٩مليار ريال سنوياً ، فهذه فاجعة كبيرة وأرقام مخيفة ، ومع الأسف العدد في تزايد مستمر ففي عام 2001م كان عدد الوفيات ٤١٠٠شخص ، وفي عام 2009م أصبح ٦٤٨٥ شخص .

وأوعز سماحته إلى أسباب الحوادث إلى ثلاثة عناصر هي السائق والمركبة والطرق ، فعدم استعداد السائق نفسياً لقيادة السيارة بسبب السهر والارهاق ، وعدم فحص المركبة والاعتناء بها ، وعدم توفر الطرق المناسبة حيث لاتزال بعض الطرق مزدوجة ، والاهمال في معالجة الحفريات فيها التي تبقى بالأشهر بسب غياب الرقابة على المقاولين ، وعدم وجود التنبيهات والارشادات اللازمة في التحويلات المرورية قبل مسافة كافية هي وراء وقوع المزيد من الحوادث.

وناشد سماحته مسئولي الدولة والمواطنين في التكاتف لمنع وتقليص الحوادث المرورية التي طحنت ابنائنا ، فإن المسئولية مشتركة ، فالسائق مسئول عن التقيد بالأنظمة والإرشادات المرورية ، وعلى الآباء توعية ابنائهم وعدم السماح لهم بالقيادة في السن الغير مسموح به ، وعلى الشباب أن يعوا مسئولية حفظ النفس ، فلا يجوز القاء النفس بالتهلكة ، ولا يجوز الاضرار بالغير ، وأيضاً على مسؤولي الدولة توفير كل المستلزمات للقيادة والسير الآمن من تهيئة الطرق الصالحة والارشادات المكثفة وعناصر السلامة ومتابعة المقاولين وتطبيق الاجراءات القانونية اللازمة الرادعة من وقوع المخالفات المرورية ، وعدم الاكتفاء بدفع الغرامات المالية ، وإنما بإجراءات عملية اخرى كسحب رخصة القيادة لفترة عند تكرار المخالفة ، وأخذ التعهدات أو المنع نهائياً عند تكرار المخالفات أو غير ذلك من العقوبات التي تمنع المخالفات لأن هذا فيه حفظ حياة الناس من الخطر ، وعليهم أن يكثفوا المراقبات والتوجيهات التوعوية والارشادات الاعلامية واتخاذ الاجراءات للتخلص من الحوادث المفجعة المتزايدة في مجتمعاتنا ، فإلى متى والحوادث تخطف أعزاءنا؟!

الله يعطيك العافيه

الله يعطيكم العافية
مشكورين
تحياتي

الله يعطيكم العافية

يعطيك العافيه
موفق

الله يعطيك العافيه

الله يعطيك العافية مراسلنا

الله يعطيك العافيه

شكــراً مراسلنــآ للنقل





ونتطلع أن تلقي تلك التوجيهات الأذن الصاغية لها





فكل كلمة قالها السيد نحن بحاجة إليها . .




زهــور البنفسج لك





:

الله يعطيك الف عافية