العراق يشيع شهيداً سنياً تصدى لانتحاري هاجم زوار الحسين (ع)

العراق يشيع شهيداً سنياً تصدى لانتحاري هاجم زوار الحسين (ع)

حساكم - قناة العالم
شيع أهالي مدينتي كركوك (شمال) والناصرية (جنوب) الضابط الشهيد نزهان فالح الجبوري من قضاء الحويجة بكركوك (من اتباع المذهب السني) الذي سقط خلال تصديه لانتحاري فجر نفسه وسط زوار الإمام الحسين (ع) في البطحاء الخميس الماضي.
وشيع الآلاف من أهالي قضاء الحويجة جنوب غرب كركوك، مساء السبت، ضابطا برته ملازم في الجيش العراقي قضى أثناء احتضانه للانتحاري الذي هاجم زوار الأربعينية الخميس الماضي غرب محافظة ذي قار، فيما أوعز رئيس الوزراء إلى تكريمه برتبتين إضافيتين وتكريم عائلته.

وقال القيادي في المجلس السياسي العربي الشيخ عبد الرحمن منشد العاصي، في حديث لـ" السومرية نيوز"، إن"الآلاف من عرب كركوك شيعوا الشهيد الملازم نزهان فالح إلى مثواه الأخير في ناحية الزاب جنوب غرب كركوك وهذا دليل على أن الدم العراقي واحد في ذي قار وكركوك."

وأضاف العاصي أن "تضحية الجبوري بنفسه لحماية زوار الأربعينية في ذي قار خير دليل على أن العراقيين جميعا هم جسد واحد ودم واحد واليوم يسطر ابن الحويجة ملحمة تاريخية جديدة تسطر ضمن التضحيات الجسام التي قارعت الظلم والإرهاب وقدم نفسه لحماية إخوته في الناصرية".

وشدد على أن"التضحيات الكبيرة التي يقدمها أبناء العراق لم ينصفها السياسيون وأصحاب الأجندات الخارجية"، مذكرا بأن "التماسك بين أطياف المجتمع العراقي لايتحقق إلا بتضحيات الرجال الشجعان من أبنائه الصابرين الصامدين".

وقال احد أقرباء الضابط ويدعى فخري الجبوري، إن" ألاف المشيعين من أهالي قضاء الحويجة وناحية الزاب شاركوا في دفن الملازم نزهان صالح الجبوري الذي استشهد أثناء محاولته منع انتحاري يرتدي حزاما ناسفا يستهدف زوار الأربعين في قضاء البطحاء وقد ووري الثرى قرب أهله في ناحية الزاب جنوب غرب كركوك."

وأضاف الجبوري أن" أكثر من 3 آلاف شخص شيعوه إلى مثواه الأخير، وهو الذي قدم نفسه كقربان للدفاع عن العراقيين في ذي قار"، مشيرا إلى أن" مراسم عزاء كبيرة ستقام اعتبارا من يوم غد في ناحية الزاب."

من جانبه أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية عن منح القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي للملازم نزهان فالح الجبوري الذي استشهد أثناء مواجهته للانتحاري الذي حاول تفجير نفسه على أهالي محافظة ذي قار وزوار الإمام الحسين عليه السلام رتبتين إضافيتين مع تكريم عائلته.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري، أن القائد العام للقوات المسلحة أمر بمنح الملازم الشهيد رتبتين وتكريم عائلته تثمينا لموقفه البطولي الكبير."

وأضاف العسكري أن" استشهاد الجبوري جسد الولاء الكامل للعراق والمؤسسة العسكرية وهذا الفعل كان ردا على الطائفيين وأعداء العراق وعلى الإرهاب من الذين يشككون بولاء ومواقف وأداء الجيش العراقي فهو درس بليغ للوطنية وحب العراق وقبر الطائفية حين فدى بنفسه وهو من أهالي قضاء الحويجه من اجل أهله وشعبه ومعزي الإمام الحسين بالناصرية".

وكشف أن "رئيس الوزراء نوري كامل المالكي أصدر أوامره لوزارة الدفاع للاحتفاء بالشهيد وتكريمه وعائلته لأنه بطل من أبطال الجيش العراقي وهو ضابط بالفرقة العاشرة".

في حين أفاد قائد الفرقة الثانية عشر العميد الركن سمير عبد الكريم، أن "وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي أوفد الفريق سامي ربيع لحضور مجلس العزاء مساء اليوم وقدم واجب العزاء بقيمة عشرة ملايين دينار"، مبينا "تثمين وتقدير الوزارة والجيش العراقي لبطولة الشهيد وعائلته وأهله في الدفاع عن العراق واحتفاء قيادات الجيش وضباطه بالشهيد وتشرفهم بتشييعه لأنه رمز من رموز الجيش العراقي والعراق."

وقد شيع الآلاف من عرب كركوك مساء اليوم جثمان الشهيد نزهان الجبوري وسط صيحات وتكبير تنادي بوحدة العراق وضرورة تجسيد الوحدة الوطنية التي مثلها الشهيد لأنه من قلب قضاء الحويجه ودافع عن أبناء جنوب العراق بروحه وشبابه وحبه لوطنه داعين السياسيين للوحدة من اجل العراق وحماية أرضه وسيادته.

من جهتهم نظم المسؤولون المحليون في مدينة الناصرية جنازة رسمية لعنصرين من الجيش العراقي من أتباع المذهب السني، حاولا أول أمس توقيف الانتحاري الذي هاجم جمعا من الزوار الشيعة في ناحية البطحاء غربي الناصرية.

وقال قائد الفرقة العاشرة المسؤولة عن الأمن في ناحية البطحاء العقيد ستار جبار الرزّي أن الملازم نزهان فالح الجبوري من كركوك ونائب العريف علي أحمد صباح من ديالى قاما بعمل بطولي عندما حاولا التصدي للانتحاري والاشتباك معه في محاولة لإبعاده عن الزوار.

وأضاف الرزي أن الانتحاري كان يحمل في طيات ملابسه 35 كيلوغراما من المتفجرات بالإضافة إلى مسامير وكرات حديدية ولولا محاولة التصدي له لتضاعف أعداد الضحايا بسبب الكمية الهائلة من المواد المتفجرة وعدد الزوار الكبير في موقع التفجير.

وتعد زيارة الأربعين واحدة من أهم المناسبات الدينية للمسلمين الشيعة، ويحرص الآلاف منهم على إحيائها من خلال الذهاب إلى كربلاء مشياً على الأقدام، في حين تنتشر آلاف المواكب والهيئات على الطرق المؤدية إلى المدينة لإيواء الزائرين وتقديم الخدمات والطعام لهم، وقد استهدفت الجماعات المسلحة من التكفيريين وغيرهم في الأعوام السابقة، الزوار في الطرق المؤدية إلى كربلاء بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة.

الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته وينال شفاعة الامام الحسين عليه السلام هنيئا له وهو يفدي نفسه وروحه من اجل حماية زوار الامام الحسين عليه السلام
اللهم احمي الزوار واحفظهم وارجعهم الى اهلهم سالمين غانمين
يعطيك العافية تجاوي على الخبر