ذكرى يوم المؤاخاة بين المسلمين سنة 1 هـ - 12رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمدا وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم

السنة الأولى من الهجرة
لقد كانت هجرة الرسول (ص) إلى المدينة تعني نشأة أول دار إسلام إذ ذاك على وجه الأرض، وقد كان ذلك إيذاناً بظهور الدولة الإسلامية بأشراف منشئها الأول محمد بن عبد الله (ص) .
ولذا فقد كان أول عمل قام به الرسول (ص) إلى أقام الأسس الهامة لهذه الدولة، ولقد كانت هذه الأسس ممثلة في الأعمال الثلاثة التالية:ـ
1.بناء المسجد
2.المؤاخاة بين المسلمين
3.كتابة وثيقة (دستور)
حددت نظام حياة المسلمين فيما بينهم، وأوضحت علاقتهم مع غيرهم بصورة عامة واليهود بصورة خاصة.

1ـ (بناء المسجد):.
شرع رسول الله (ص) في بناء مسجده الشريف وساعده المهاجرون والأنصار، حيث كان (ص) يباشر البناء مع أصحابه وينقل معهم الحجارة بنفسه وجعل قبلته إلى بيت المقدس، وجعل طوله من بلي القبلة إلى مؤخرة مائة ذراع وفي الجانبين مثل ذلك أو دونه وجعل عمده الجذوع وسقفه بالجريد.
وقد ظل مسجد رسول الله (ص) على هذا الشكل دون أي زيادة أو تغيير فيه مدة خلافة أبي بكر، ثم زاد فيه عمر بعض التحسين ولكنه بناه على بنائه في عهد النبي (ص) باللبن والجريد وأعاد عمده خشباً ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كبيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والجص.
-أهمية المسجد -
إن إقامة المسجد أول وأهم ركيزة في بناء المجتمع المسلم وذلك إن المجتمع الإسلامي إنما يكتسب صفة الرسوخ والتماسك بالتزام نظام الإسلام وعقيدته وآدابه وإنما ينبع ذلك كله من روح المسجد ووحيه. ان اجتماع المسلمين والتقاءهم مرات متعددة في بيت من بيوت الله، تساقط عما بينهم من فوارق الجاه والمال والاعتبار وذلك بوقوفهم صفاً واحدأً بين يدي الله عزوجل، وقد وقفوا على صعيد مشترك من العبودية وقد تعلقت قلوبهم بربهم الواحد.

2.المؤاخاة بين المسلمين :.
آخى رسول الله (ص) بين أصحابه من المهاجرين والأنصار كما فعل ذلك بين المسلمين الأوائل في مكة، آخى بينهم على الحق والمواساة وعلى ان يتوارثو بينهم بعد الممات، بحيث يكون أثر الأخوة الإسلامية في ذلك أقوى من أثر قرابة الرحم.
وهذا هو الأساس الثاني الذي اعتمده رسول الله (ص) في سبيل بناء المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية
وان أهمية هذا الأساس تظهر في الجوانب التالية : ـ
اولاً : أن اي دولة لا يمكن ان تنهض وتقوم إلاّ على أساس من وحدة الأمة وتساندها، ولا يمكن لكل من الوحدة والتساند أن يتم بغير عامل التآخي والمحبة المتبادلة فكل جماعة لا تؤلف، بينها آصرةالمودة والتآخي الحقيقية، لا يمكن ان تتحد حول مبدأ ما، وما لم يكن الإتحاد حقيقة قائمة في الأمة أو الجماعة فلا يمكن أن تتألف منها دولة هذا فضلاً أن يكون هناك عقيدة مسبقة يتم اللقاء عليها والإيمان بها.
ثانياً: ـ أتخذ رسول الله (ص) من حقيقة التآخي الذي أقامه بين المهاجرين والأنصار أساساً لمبادئ العدالة الاجتماعية التي قام على تطبيقها أعظم وأروع نظام اجتماعي في العالم.
ولقد تدرجت مبادئ هذه العدالة فيما بعد بشكل أحكام وقوانين شرعية ملزمة، ولكنها كلها إنما تأسست وقامت على تلك الأرضية الأولى، إلاّ وهي الأخوة الإسلامية ولو لا هذه الأخوة العظيمة التي تأسست بدورها على حقيقة العقيدة الإسلامية، لما كان لتلك المبادئ أي أثر تطبيقي وإيجابي في شد أزر المجتمع الإسلامي ودعم كيانه.
قال ابن عبد البر : ـ كانت المؤاخاة مرتين : مرة بين المهاجرين خاصة وذلك بمكة ومرة بين المهاجرين والأنصار في المدينة
كما أن رسول الله (ص) آخى علي بن أبي طالب (ع) في المرتين قائلاً له: (أنت أخي وصاحبي) (أنت أخي في الدنيا والآخرة).
وكان يقول علي ابن ابي طالب (ع) :
أنا عبد الله وأخو رسول الله، لم يقلها أحد قبلي ولا يقولها أحد بعدي إلا كذّاب مفتر.
.:أهداف التآخي:.
للتآخي هدفان هما :
1.هدف مادي :
يجعل من المسلمين جسد واحد وروح واحدة يحس بعضه ببعض، فيكون الغني خير عون للفقير، ويزيده من قوة وانصهار في مجتمعه.
2.هدف معنوي:
إعطاء الدعم الكامل للأفراد بعد أن تخلت عنه أهلها وعشائرها وانتمت وارتبطت بهذه الأخوة المفعمة بالإيمان الحقيقي.

3ـ (كتابة وثيقة بين المسلمين وغيرهم):.
وهذا الأساس هو أهم ما قام به النبي (ص) مما يتعلق بالقيمة الدستورية للدولة الإسلامية.
لم تمض للنبي (ص) سوى مدة قليلة في المدينة حتى اجتمع له إسلام عامة أهل المدينة من العرب ولم يبق دار من دور الأنصار إلا أسلم أهلها، عدا أفراداً من قبيلة الأوس ،
فكتب الرسول (ص) كتباً بين المهاجرين والأنصار وادع فيه اليهود وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم وشرط لهم واشترط عليهم.
ان كلمة (الدستور) هي أقرب إطلاق مناسب في اصطلاح العصر الحديث على هذه الوثيقة وهي إذا كانت بمثابة إعلان دستور فإنه شمل جميع ما يمكن أن يعالجه أي دستور حديث يعني بوضع الخطوط الكلية الواضحة لنظام الدولة في الداخل والخارج أي فيما يتعلق بعلاقة أفراد الدولة مع بعض وفيما يتعلق بعلاقة الدولة مع الآخرين.
ان هذه الوثيقة تدل على مدى العدالة التي اتسمت بها معاملة النبي (ص) لليهود، ولقد كان بالإمكان ان تؤتي هذه المسألة العادلة ثمارها فيما بين المسلمين واليهود، لو لم تتغلب على اليهود طبيعتهم من حب المكر والغدر والخديعة، فما هي الاّ فترة وجيزة حتى ضاقوا ذرعاً بما تضمنته بنود هذه الوثيقة التي التزموا بها، فخرجوا على الرسول والمسلمين بألوان من الغدر والخيانة، فكان المسلمون بذلك في حل مما التزموا به تجاههم.
ومن تطبيق هذه الوثيقة والاهتداء بما فيها والتمسك بأحكامها، قامت تلك الدولة على أمتن ركن وأقوى أساس، ثم انتشرت قوية راسخة في شرق العالم وغربه تقدم للناس أروع ما عرفته الإنسانية من مظاهر الحضارة والمدنية الصحيحة.

نسألكم الدعاء
فاطمة

مشكوره اخت فاطمه على الطرح الرائع
جزيتي خيرا

يسلمو ع الطرح
ماننحرم من جديدك


تحيااتي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
في ميزان حسناتك