تحــــدي النفــس

	تحــــدي النفــس سئل احدهم جورج لي ماليري اعظم متسلقي الجبال من الانجليز عن السر في رغبته الملحه وجهاده القوي كي يتسلق قمه جبل افرست فلم تكن اجابته الا هاتين الكلمتين لانها هناك تصور البعض انها اجابه غامضه ولكنها في الحقيقه شديده الوضوح والدلاله على المعنى الصحيح فهذه الاجابه تنطوي على حقيقه بسيطه بالنسبه لكل البشر ... هاهو ذا جبل فحاول ان تتسلقه .... هاهو ذا محيط فتقدم لعبوره..... وهذا مرض مزمن عليك ان تعالجه .. وهذا خطأ عليك ان تقوم بتعديله . ان الاشياء قد تختلف في مظاهرها السطحيه اختلافا شديدا ولكنها في جوهرها متطابقه ويمكننا في حديثنا عن معركه الانسان في الحياه ان نحذف هذه العبارات المختلفه ونضع بدل منها لفظ واحـد انه التحدي امامك مايتحداك... عليك ان تقبل التحدي . رد الفعل الذي يثيره التحدي في النفس هو جوهر الطبيعه الانسانيه وينبوعها الصافي فاذا كانت رحله الانسان لا حد لها فكذلك التحدي والجهاد لا حد لهمها ايضا . ان الجهد الذي نبذله ضد انفسنا احيانا هو الذي يعطينا الحيويه والنشاط والسعاده واذا لم نحقق الهدف الذي نريده فسوف يبقى لنا شعورنا باننا تعبنا واجتهدنا وحاولنا ولذلك فعلينا ان نقول لانفسنا دائما حاول ولا تعترف بالياس فالياس صوره من صور الموت واذا اردنا ان نجمع خيوط الافكار التي يمكن ان تساعدنا على مواجهه الحياه ومصاعبها فسوف نجد امامنا فكرتين اساسيتين هي : ضبط النفس والسيطره على المشاعر الحاده واستخدام العقل قبل الاستسلام للعاطفه والثانيه هي فكره التحدي . والتحدي ليس معناه العناد او الدخول في صراعات وتعقيدات شخصيه متكرره مع الناس ككثير مما اراه هنا بل التحدي في معناه الجميل هو مواجهه المشاكل وعدم الهروب منها وعلينا بعد ذلك ان نجاهد ونجتهد والا ندع الايام تمر من ايدينا دون عمل فالايمان بالعمل مصدر كبير للسعاده . وليس المهم نوع العمل الذي يقوم به الانسان فقد يكون عملا بسيطا متواضعا والناس في هذه الدنيا ليسو جميعا من ذوي المناصب المهمه والمسؤوليات الكبيره اللافته للنظر. والعمل مهما كانت قيمته متواضعه فانه يعطي للانسان قيمه كبرى اذا ما تعود على احترام عمله وادائه بصوره جيده مع الحرص الكامل على الاتقان. من مكتبتي الخاصة تحياتي السامر