الســـماء صافيه والنجـــوم جميــله

	السمــاء صافيه والنجـــوم جميــله ارقى مقيــاس للعاطفــه الصادقــه هو ضبــط النفـــس , حتى لاينسـاق الانســـان وراء اوهامـه ومشــاعره الاوليه التي ينقصهــا النضج والتجــربه. يقــول علماء النفــس : ان صاحب العاطفه القويه الثابتـه التي لا يصيبها تبــدل وتغير ســريعان لا يلجأ ابــدا الى المبالغات او يهتـم بهــا, وانمــا يفعل ذلــك صاحب العاطفه المزيفه المشكوك فيهــا , فهو يلجأ الى الزخارف والمبالغات والمظــاهر الكثيــره التي تخلو من البســاطه و الوداعــه , والبســاطه والوداعه هما في اخر الامــر علامتان للعاطفه الصادقه الناضجــه. هذا هو السبب الذي يجعــلنا نرى هؤلاء الذين يعلنون عواطفهم بعنــف ومبــالغه , وهم يســلكون سلوكا مناقضا لعواطفــهم الظاهره التي اعلنــوها من قبل , وذلــك عندما يتعــرضون لاول اختبار حقيقي عميق لتلك العواطف الزائــفه. في روايــه (( الســاعه الخامسـه والعشــرين)) للكاتب الروماني قسطنطين جيورجيو , وهي احدى الروايات التي تصور بصدق وعمــق ماسي الحرب العالميه الثانيه .... في هذه الروايه تفتح الصفحة الاولى فتجد البطل وهو يتهيأ لســفر بعيــد ورحــله طويله , ويخفق قلب حبيبته البسيطه التي تشعــر نحوه بعاطفه صادقه عميقه وهي تعلم انها لا تستطيع تغيير قرار سفر حبيبها بعيدا عنها , رغم ان حياتها بدونه لا معنى لها فحبيبها بالنسبه لها هو جمال الدنيا وعذوبه الحياه وروعه الطبيعه , وترجو الفتاه حبيبها ان ينتظــر لحظات قليله فهي تريد ان تتحدث معه في امـــر مهم قبل ان (( يـــرحل )) وبعد تردد يستجيب حبيبــها , ويجلس مع حبيبته فوق العشــب ثم يسترخي قليلا ويستعــد لسماع الكلمات المهمه التي تريد حبيبته ان تخبره بها فما هو الشــئ الذي تريد ان تقــوله ؟؟؟؟ انها تبتســم في وداعــه ثم تقــول وهي تعبث بشــعر راســه: ان السمــاء صافيه والنجوم جميــله وتواصل حديثا قصيــرا من هذا النوع , لم تقل انها تحبه , ولم تتحدث عن رحلته الطويله المقبله , ولم تطلب منه ان يعــدل عن هذه الرحله ولم تذرف دمــوعا . ان اقصى ما كانت تتمناه هي ان تقضي مع حبيبها لحظــه اضافيه .. انها لحظــه ثمينه غاليه ملاتها بعبارات مثــل السمــاء صافيه والنجوم جميــله , ويرحل الحبيب بعــدها وتشعــر الفتاه كانها حققت شيئـاً له قيمــه . تلك هي العاطفه الصادقه .... تعبر عن نفســها دون صخب او ضجيج وبابسط الصور والكلمات بعيــــدا عن كل المبالغات . قرأت ذات مره قصيده رائــعه جدا لشــاعره لا اذكر اسمها تقول فيها انت مــعطاء ..... ولكن خفف الاغداق عني انما يرهقني غمـــر العطاء ان بعض الجود ظلم وتجني وقيود وديون وعنـــاء ان بعض الجود استار كثيفـــه اسدلت تحجب عن اعيننا..... كنــز الضياء ان بعض الجود زلفى ورياء ان انت اعطيتني ما أتمنى تحرم القلب افانين التمنــي وبمـــاذا اتغنــى ؟؟؟؟ ان انا نلت المحــال؟؟ ورده الحب الرهيفــه يتلفها فيض الميــاه فاسقــها من رائق المزن رذات خفيفه ان اردت لها الحيــاه الســـماء صافيه , والنجـــوم جميــله .... هذه الكلمات اقرب في التعبير عن العاطفه الصادقه من كل انهــار الدمــوع وسيــل الكلمات المــزخرفه المليئه بالمبالغات الكــاذبه. تحياتي السامر