عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2011, 12:10 AM   #1
افتراضي قد أقبل شهر الله


ها هوَ شهرُ الله يُقبلُ علينا وسنكون قريباً في ضيافتهِ الرحمانية وعلى مائدته الكريمة حيثُ ستتغير كل معادلات و موازين الحياة فيه , ستكون أنفاسنا فيهِ تسبيح و نومنا فيهِ عبادة و دعواتنا فيهِ مستجابة و أعمالنا مقبولة والشياطينُ مغلولة..! ما أعظمكَ وأكرمكَ ربي على هذهِ الضيافة الكريمة تعطي الكثيرَ بالقلي لو تفتحُ أبوابَ التوبة للمسرفين على أنفسهم و المذنبين وتعتقُ في ليالي شهرك الكريم آلافَ الرِقابِ مِنَ النار ..! وتضاعفُ لنا فيهِ الأجرْ , وجعلتُ قراءةَ آيةٍ في هذا الشهر بمقدار ختمة للقرآن الكريم , وتتحببُ إلينا ونتبغضُ إليكْ كأنّك المحتاجُ إلينا لا نحنْ ..!

توّجَ
الله سبحانه وتعالى شهرَ رجب الأصب بالرحمة وشهرَ شعبانَ بالمغفرة وجعلَ فيهما الكثيرَ مِنَ الأعمال والمستحبّات كـ صلاة الرغائب و الإسراء والمعراج و مواليد الأطهار وشريك القرآن ( ع ) تهيأت منهُ إلينا لـ نستعّدَ ونستقبلَ شهرهُالفضل بالخيرِ والبركات والطاعة , وجعلَ في ليالي الجمعة بشهر رمضان الثوابَ مضاعفا ً أضعافاً أضعاف على ما هو عليه مِن مضاعفات في الشهر الكريم فـ الصلاة على الحبيب المصطفى ( ص ) بألف و الصدقة بألف ..! شهرٌ نزَلت فيه جميع الكتب السماوية وجعلُ الباري في هذا الشهر ليلةً خيرٌ مِنْ ألفِ شهرْ وفيها تُكتبُ وتُحسمُ أقدارُنا فإما نكتبُ فيها مِنْ ديوان السعداء أو ديوان الأشقياء..! ولا ننسى فيهذا الشهر الجريح شهادة أمير المؤمنين ( ع ) في محرابِ صلاته ويُتمَ الحسنانِ والعباسِ وزينب ( ع ) ..

فماذا أعددنا جميعا ً لهذا الشهر ..؟! أليسَ مِنْ المعيب و سوءِ الأدب أن نتعاملَ معَ هذا الشهر كتعاملنا معَ بقية الشهور وكأنما هوَ روتين يومي..! بَل وبعضنا يتعامل معهُ بأسوأَ مِن بقيّة الشهور .. فترى السهر في المقاهي الشعبية وعبادة التلفاز والمسلسلات المنحّطة واستغلال هذا الشهر في ملئ الفراغ بالمعاصي والذنوب ..!

أينَ نحن مِن حديث أمير المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه ( مَنْ تساوى يوماه فهوَ مغبون , ومَنْ كانَ أمسه خيرٌ مِن غدِهْ فهوَ ملعون ) ..!
إذا كانَ هذا التوبيخ في تساوي الأيام ْ ..! فكيفَ بتساوي الشهور وكيفَ بالإعراض عن هذا الشهر الكريم لما فيهِ مِنَ فضائل ورحمة و مغفرة ومضاعفات أجور الأعمال..!

وأينَ نحنُ مِن حديث الرسول صل
الله عليه وآل وسلّم ( مَنْ حسّن خلُقَهُ في هذا الشهر كانَ لهُ جوازٌ على الصِراطْ ) ..!
ونحنُ معَ تأثير الصيام يزداد خُلٌقنا سوءا ً و تراجعا ً ويتغير مِزاجُنا وتعاملنا معَ الآخرينْ فترى الوجوهَ عابسةً ومُكفهِرة..!

رغمَ ما منّ
الله علينا في هذا الشهر الكريم إلا أنّ البعض ينتهكْ حرمة هذا الشهر العظيم المسمى بشهر الله عزّوجَل , أليسَ مِنْ دواعي الطرد من الرحمة الإلهية أن نستخّفَ بهذا الشهر رغمَ ما لهُ مِنْ العظمة والشرف وتفضيل على كافة الشهور ..!

قيلَ أنّ النومْ فيه عبادة لِمَنْ جعلَ هذا النومْ راحةً يتقوّى بها للعبادة, وليسَ لمن سهرَ الليالي في المقاهي والمسلسلات حتى الصباح..!

أليسَ مِنَ المخجل أن نسهر الليالي في تصفح الانترنت ولا نسهر ليلة واحدة لقراءة أدعية السَحَرْ كـ دعاء أبي حمزة الثمالي أو القيام لـ صلاة الليل ..!

نضربُ كلّ هذا الأجرْ والثوابْ عرضَ الحائط..! وبعدها نكفر بالله في مقامِ العملْ ..! ونعاتب رب العالمين لعدم التوفيق لنا ..! والبعض يتساءل لما لا يبكي في مصائب الحسين وأهل البيت ( ع ) ..؟! أوليسَ هذا التفريط و التجاهل لهذا الشهر من أهم مصاديق القسوة في القلب ..! التي جاءَ في الحديث الشريف : ( ما عوقبَ العبد أشدّ مِنْ قسوة القلب ) ..! وفي حديثٍ آخَرْ ( ما جفّت الدموع إلا لقسوة القلوب وماقست القلوب إلا لكثرة الذنوب ومن كثرت ذنوبه دخلَ النار ) ..!

أقول هُنا لي أولا ً ولكم ثانيا ً لـ نستغل هذا الشهر العظيم بكل لحظاته وساعات ولياليه المباركة فهوَ أقربُ اللحظات لاستجابة الدعاء لما لهُ مِنْ الرحمة والمغفرة والرضوان وتنزّل الملائكة في لياليه الكريمة , ولـ يُراجع كلا ً منّا أعمال وصلوات وأدعية كل ليلة من هذا الشهر الفضل علّنا نُعتَقْ مِنَ النار وننال الرحمة الإلهية بفضل ولاية أمير المؤمنين ورحمة رب العالمين ..


كل عام وانتم الى الله اقرب

صرخة ندم



من مواضيعي

0 مساحة لتعزية العضوه نجمة الليل تقدم للتعزيه
0 قصه للعبره
0 تهانينا للمتميزين ~الف مبروك
0 عشقي الخجول ضيفتنا على كرسي الاعتراف
0 H2+o=الماء


  رد مع اقتباس