عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2008, 12:28 AM   #2
حويراتي مميز
 
الصورة الرمزية الراحل الحزين
افتراضي

ميزة مكان الحج.
هناك علاقة بين أماكن أداء النسك لهذه العبادة والمعرفة لله تعالى فقد تحدثت بعض الروايات عن بعض أنبياء الله تعالى ورسله في إقبالهم على الله تعالى ووصولهم إلى درجة عالية من العرفان والشهود للحق تعالى، ففي رواية «أنّ آدم لما جاء إلى عرفة قيل له يا آدم اعترف بذنبك ليتوب الله تعالى عليك، فاعترف آدم بذنبه فتاب الله تعالى عليه في عرفة، فازدلف إلى الله – تعالى – متقرباً إليه في مزدلفة – في المشعر الحرام-» وإذا تأملنا في هذا المعنى الدقيق وجدنا علقة بين المكان والتوبة قد لا يظهر ذلك بادئ ذي بدء ويحتاج إلى بحث مسهب إلاّ أننا نريد أن نؤكد على وجود خاصية في المشاعر يحصل عليها الحاج بأدائه للنسك فيعرف ربه، لذا جُعلت التوبة لآدم في هذا المكان الخاص وإلاّ فالتوبة بمعناها العام تتحقق في أي مكان وفي أي بقعة من بقاع الأرض ويتوب الله تعالى على من تاب، ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (الشورى:25) غير أنّ قمة الذوبان في معرفة الله تعالى لا تتأتى إلاّ في هذا المكان الخاص.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ارتباط الحج بالصوم.
وقد ورد في بعض الروايات إبانة للربط الوثيق بين الحج والصوم في حصول المغفرة والرضوان قال الإمام الصادق نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة «من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى مثله من قابل إلاّ أن يشهد عرفة» فبعض من صام شهر رمضان ولم يحصل على الغفران لن يحصل عليه إلاّ أن يحضر عرفة، إنّ الله تعالى غفار الذنوب قال تعالى ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (طه:82) غير أنّ بعض الذنوب المقترفة تمنع العبد من رحمة الله تعالى وتحجبه عن التوبة وليس أمامه إلاّ الحضور في عرفة ليتوب إلى الله تعالى، فهناك أبعاد خاصة للرقي النفسي والمعرفي لدى الإنسان لا تتحقق إلاّ بحضور عرفة.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة الدعاء للتوفيق إلى الحج.
ولعله لذلك ورد الربط بين الحج والصوم ففي الأدعية الواردة عن أهل البيت نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة «وارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا، وفي كل عام» إيضاح لما تقدم أنّ عمق الوصول إلى بعض التجليات يحصل بالحج وأداء النسك غير أنّ أداء الحج دون فهم للمعاني الدقيقة والأسرار والرموز التي تشتمل عليها مناسك وشعائر الحج لن يوصل الحاج إلى تلك التجليات بل يكون كمن يصلي ولا يعي التكبير، ويقرأ الفاتحة ولا يفقه المعاني، ويسبح الله تعالى ولا يعرف عظمة ربه، هذا فالبعد المعرفي للحج لن يتاح لكل حاج بل يتاح لبعضهم أن يصل إلى درجة من المعرفة بحسب ما بذله من جهد وطهارة لنفسه وماله وإخلاص لنيته واستعدادٍ للوصول إلى هذا هذا البعد المعرفي.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة القسم الثاني: الاستعداد المعنوي للحج.
قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (آل عمران:97). صدق الله العلي العظيم.
بينا أنّ الحج له أبعاد مختلفة، ومن أهم الأبعاد التي أشار إليها القرآن الكريم وأُوضحت في الروايات الواردة عن النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة والأئمة من أهل البيت نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة البعد المعرفي لله تعالى، فقد أكدت الروايات على أنّ الحج لابد أن يقترن بارتباط وثيق مع الله تعالى وأن يكون جسراً يُوصل إليه تعالى منذ التهيؤ له حتى الانتهاء منه.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة حقيقة الإحرام.
عن إمامنا الرضا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال: «إنما أُمروا بالإحرام ليخشعوا قبل دخولهم حرم الله وأمنه، ولئلا يلهوا ويشتغلوا بشيء من أمور من الدنيا وزينتها ولذاتها، ويكونوا جادين فيما هم فيه، قاصدين نحوه، مقبلين عليه بكليتهم»، والإمام نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة يبين في هذا الحديث أنّ نسك الحج والإحرام له يراد به أن يخشع المحرم لله تعالى عند إحرامه مقترناً بذكر الله تعالى، فإذا دخل الحرم وصل إلى مرتبة التعلق به تعالى فلا يلهو عن ذكره تعالى، ولا يشتغل بشيء من أمور الدنيا وزينتها ولذاتها، ثم أبان الإمام نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أنّ المحرم بعد خشوعه وانقطاعه عن اللهو وإقباله على الله تعالى يكون جاداً مقبلاً بكُله، فهذا التهيؤ يتاح به للإنسان أن يصل إلى درجة عالية في إقباله على الله تعالى وانقطاعه إليه.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة التهيؤ للحج.
وعن إمامنا الصادق نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال: «إذا أردت الحج فجرد قلبك لله تعالى من قبل عزمك من كل شاغل وحجاب كل حاجب وفوض أمورك كلها إلى خالقك وتوكل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك وسكناتك وسلم لقضائه وحكمه وقدره وودع الدنيا والراحة والخلق وأخرج حقوق تلزمك من قبل المخلوقين ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك وقوتك وشبابك ومالك مخافة أن يصير ذلك عدواً ووبالاً فإنّ من أدعى رضا الله واعتمد على شيء صيره الله عدواً ووبالاً ليعلم أنه ليس له قوة ولا حيلة ولا لأحد إلاّ بعصمة الله وتوفيقه»، هذه الكلمات الواردة عن الإمام نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ترتبط بما ينبغي أن يكون عليه الحاج قبل أن يتوجه إلى الحج، وفيها مطالب سبعة :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة الأول: تجريد القلب لله تعالى.
تجريد القلب لله تعالى وإخلائه من كل شاغل بحيث لا يشتغل قلب من أراد الحج إلاّ به تعالى، فإنّ من الواضح ارتباط حصول المعرفة على التهيؤ لها، وقد أشار العلماء إلى أنّ حصول المعرفة يتوقف على التهيؤ لها فمن أراد شيئاً استعد له، وذلك أنّ الاشتغال بغيره ينسيه، فقوله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: «جرِّد قلبك لله تعالى من كل شاغل وحجاب كل حاجب»، أي دع ما يُشغلك عن الله تعالى وأخلي قلبك منه، إنّ كل حجاب سواء كان من الحجب الظلماتية أو الحجب النورانية، كالحسد والعلم لابد من إزالته عن القلب ليتاح له أن يخلى لله تعالى.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة الثاني: تفويض الأمور لله تعالى.
ثم بين الإمام نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة مطلباً هاماً وهو تفويض الأمور إلى الله تعالى والاتكال عليه، «وفوض أمورك كلها إلى الله خالقك وتوكل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك وسكناتك»، إنّ تفويض الأمر إلى الله تعالى لابد أن يقترن بالكدح والجد، فمن يتوكل على الله تعالى ويفوض أموره إليه، ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى الله إِنَّ الله بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (غافر:44)، وكذلك يتوكل على الله تعالى، ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ (الطلاق:3)، ويكون جاداً في مساره مستعداً لهذه الرحلة الإلهية، فسيصل إلى معرفته وينال رضوانه تعالى.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة الثالث: التسليم لقضاء الله.
إنّ التسليم لقضاء الله وحكمه تعالى، الذي لا يُرد إلاّ بأمره تعالى، فإنه إذا أنفذ قضائه في خلقه، لا ينبغي للعبد أن يعترض عليه، بل عليه أن يسلم لقضائه ويرضى لحكمه تعالى.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة الرابع: أداء الحقوق.
ثم نبه الإمام نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أن الحج طريق لتوديع الراحة وتوديع الخلق وإخراج الحقوق للناس ولله تعالى فمن كان عليه حق لله أداه ومن كان عليه حق للناس خلص منه، وودَّع الدنيا لأنه مقبل على الله تعالى ولا يعلم أنه سيعود إلى ما كان عليه، فالحج رحلة إليه تعالى، وتوديعٌ للدنيا والراحة والخلق، قال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: «وإخراجٌ لحقوقٍ تلزمك من قبل المخلوقين»، وتأكيد الإمام نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة على حقوق الناس لأهمية ذلك كما جاء في الروايات، وليس بمعنى ألا يؤدي الحقوق الإلهية بل هي لازمة.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة السادس: الاتكال على الله.
ثم أبان الإمام نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أنه لا ينبغي للعبد أن يعتمد في مساره إلا على الله تعالى، قال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: «ولا تعتمد على زادك وراحلتك»، فما لدى الإنسان من مالٍ وطعام ونعمٍ أخرى لن يغنيه عن الله تعالى، فقد تتوافر جميع الأسباب له ولا يتاح بها أن يصل إلى الله تعالى، وقد تصعب الأسباب عليه ومع ذلك يسهل له الوصول إليه تعالى؛ فكم شخصٍ هيأ جميع الأسباب ولكنه لم يتح له أن يصل إلى الحج، وحالت دونه الأحوال، وكم شخصٍ ليس بمتوجه وغير مستعد وإذا بالعناية واللطف الإلهي يهيئان له الأسباب، «ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك وقوتك وشبابك» إن السفر للحج يختلف عن غيره وينبغي أن يُعتمد فيه على الله تعالى وأن يُتوكل عليه فمن اعتمد على غيره وكله الله تعالى إلى ما اعتمد عليه، أما من توكل على الله تعالى واعتمد عليه هيّأ الله له الأسباب وسهل له العسير، «مخافة أن يصير ذلك عدواً ووبالاً عليك، فإنّ من ادعى رضا الله واعتمد على شيء»، فمن أراد أن يصل إلى مقام الرضا، وأن يكون الله تعالى راضٍ عنه، ﴿ وَرِضْوَانٌ مِّنَ الله أَكْبَرُ (التوبة:72)، فلا يعتمد على غيره تعالى، فهذا المقام الإلهي الشامخ والرفيع لن يصل إليه من اعتمد على غيره تعالى بل سيكون عدواً ووبالاً، «فإنّ من ادعى رضا الله واعتمد على شيء صيره الله عدواً ووبالاً»، أي أنّ الأشياء تصبح معادية ومضادة لإبعاده عن الله تعالى.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة السابع: الاعتصام بالله.
قال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: «ليعلم أنه ليس له قوة ولا حيلة ولا لأحد إلاّ بعصمة الله وتوفيقه»، إنّ السبب الرئيس هو أن يعلم المرء أنه ليس لأحد تصرف ولا قدرة ولا حيلة ولا حول ولا قوة إلاّ بالله تعالى، فوصول الشخص إلى علم يقينٍ أنه ليس لأحد حول ولا قوة إلاّ بعصمة الله، فمن اعتصم بالله هُدي إلى الطريق المستقيم، ومن هيأ نفسه بهذه التهيئة وصل إلى مرتبةٍ عالية من معرفته تعالى، وحضي برضوانه.
من مواضيعي

0 اليوم.. بدء تعديل رواتب موظفي «أرامكو» الجدد
0 يزداد تركيز الشباب في أواخر مراحل الدراسة على كيفية استقبال حياتهم ما بعد التخرج ,,
0 مناكير بطرق مبتكره
0 الاحساء تعتزم دخول «غينيس »بسلة عملاقة
0 ܔإلّىِ مِتـّى ٍنِـّظَــِلَ نـًِقـِوَِل ًظـُِـرٌوفّ اّلٍـٍحِياه


التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةالسلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس