..]] منتديات الحويرات [[..

..]] منتديات الحويرات [[.. (https://www.hwerat.biz/forums//index.php)
-   ][ ... الرف الأدبي ... ][ (https://www.hwerat.biz/forums//forumdisplay.php?f=85)
-   -   حكاية الشاب والليرة (https://www.hwerat.biz/forums//showthread.php?t=29238)

مجنونة بس حنونة 04-05-2013 05:14 PM

حكاية الشاب والليرة
 
الشاب والليرة


يُحكى أنَّ رجلاً ميسوراً ، كان له ولد وحيد ، بالغت أمُّهُ في تدليله والخوف عليه ، حتى كبر ، وأصبح شابَّاً ، لايتقن أيَّ عمل ، ولا يجيد سوى التسكع في الطرقات ، واللهو واقتراف الملذَّات ، معتمداً على المال الذي تمنحه إيَّاه أمُّهُ خفيةً ، ودون علم والده!


وذات صباح ، نادى الأب ولده ، وقال له:

كبرت يابني ، وصرتَ شابَّاً قويَّاً ، ويمكنك ، منذ اللحظة ، الاعتماد على نفسكَ ، وتحصيل قوتِكَ بِكَدِّكَ وعرق جبينك.

قال الابن محتجَّاً:

- ولكنني لا أتقنُ أيَّ عملٍ ياأبي!

قال الأب:

يمكنك أن تتعلَّم.. وعليكَ أن تذهب الآن إلى المدينة وتعمل.. وإيَّاكَ أن تعود منها قبل أن تجمع ليرةً ذهبيةً ، وتحضرها إليَّ!



خرج الولد من البيت ، وما إن تجاوز الباب ، حتى لحقت به أمُّه ، وأعطته ليرة ذهبية ، وطلبت منه أن يذهب إلى المدينة ، ويعود منها في المساء ، ليقدِّم الليرة إلى والده ، ويدَّعي أنَّهُ حصل عليها بعمله وكَدِّ يده!


وفعل الابن ماطلبت منه والدته ، وعاد مساءً يحمل الليرة الذهبية ، وقدَّمها لوالده قائلاً:


لقد عملتُ ، وتعبتُ كثيراً حتى حصلت على هذه الليرة. تفضل ياأبي!

تناول الأب الليرة ، وتأملها جيِّداً ثم ألقاها في النار المتأججة أمامه في الموقد ، وقال:


إنَّها ليست الليرة التي طلبتها منك. عليكَ أن تذهب غداً إلى المدينة ، وتحضر ليرةً أخرى غيرها!


سكتَ الولد ولم يتكلم أو يحتج على تصرُّف والده!

وفي صباح اليوم الثاني ، خرج الولد يريد المدينة ، وما إن تجاوز الباب ، حتى لحقت به أمه ، وأعطته ليرة ثانية ، وقالت له:


لا تعد سريعاً. امكث في المدينة يومين أو ثلاثة ، ثم أحضر الليرة وقدِّمها لوالدك.


تابع الابن سيره ، حتى وصل إلى المدينة ، وأمضى فيها ثلاثة أيام ، ثم عاد ، وقدَّم الليرة الذهبية لوالده قائلاً:
عانيتُ وتعذَّبتُ كثيراً ، حتى حصلتُ على هذه الليرة. تفضَّل ياأبي!

تناول الأب الليرة ، وتأملها ، ثم ألقى بها بين جمر الموقد قائلاً:
إنها ليست الليرة التي طلبتها منكَ.. عليكَ أن تحضر غيرها يابني!

سكتَ الولد ، ولم يتكلم!

وفي صباح اليوم الثالث ، وقبل أن تستيقظ الأمُّ من نومها ، تسلل الابنُ من البيت ، وقصد المدينة ، وغاب هناك شهراً بأكمله ، ثمَّ عاد يحمل ليرة ذهبية ، وقد أطبق عليها يده بحرص كبير ، فقد تعب حقَّاً في تحصيلها ، وبذل من أجلها الكثير من العرق والجهد.

قدَّم الليرة إلى أبيه وهو يبتسم قائلاً:


أقسم لكَ ياأبي أن هذه الليرة من كدِّ يميني وعَرَقِ جبيني.. وقد عانيت الكثير في تحصيلها!


أمسك الأب الليرة الذهبية ، وهمَّ أن يُلقي بها في النار ، فهجم عليه الابنُ ، وأمسكَ بيده ، ومنعه من إلقائها ، فضحك الأب ،


وعانق ولده ، وقال:


الآن صِرتَ رجلاً ، ويمكنك الاعتماد على نفسكَ يابني! فهذه الليرة هي حقَّاً ثمرة تعبكَ وجهدك ، لأنَّكَ خفتَ على ضياعها ، بينما سَكَتَّ على ضياع الليرتين السابقتين...


فَمَنْ جاءهُ المال بغير جهد ، هان عليه ضياع هذا المال.


الساعة الآن 09:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi