مقدمة :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين نبينا محمد وعلى آله الهداة الميامين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وبعد :
أهمية طلب العلم :
لقد أكد الإسلام على أهمية العلم وفضله ، وحثّ على طلبه واكتسابه ، وذلك انطلاقاً من القيمة الذاتية للعلم ، فبالعلم تُبنى الدنيا وتُعمر الآخرة ، فمن أراد الدنيا فلا شيء يوصله غير العلم ، ومن أراد الآخرة فلا سبيل إليها إلا بالعلم ، ومن أرادهما معاً فعليه باكتساب العلم .
وجاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة التأكيد على التعلم والتفقه في الدين، قال تعالى : ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾* *(سورة التوبة 122) .
وقال : ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾* (سورة المجادلة 11)
وعن النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : (( مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ )) [البحار، العلامة المجلسي ].
وعن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنه قال : (( ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام )) [البحار العلامة ، المجلسي ]
ويقول السيد السيستاني ( حفظه الله ) : "يجب تعلم أجزاء العبادات الواجبة وشرائطها..." [منهاج الصالحين ج1]
و يقول الشهيد السيد محمد باقر الصدر(عليه الرحمة )* : " بعد أن آمن الإنسان المكلف بالله والإسلام والشريعة وعرف أنه مسؤول – بحكم كونه عبداً لله تعالى – عن امتثال أحكامه يصبح مُلزماً بالتوفيق بين سلوكه في مختلف مجالات الحياة والشريعة الإسلامية ، وباتخاذ الموقف العملي الذي تفرضه عليه تبعيته للشريعة ؛ ولأجل هذا كان لزاماً على الإنسان أن يُعين هذا الموقف العملي ، ويعرف كيف يتصرف في كل واقعة* " المصدر [دروس في علم الأصول ج1]
وفي الأبيات المنسوبة للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) :
ما الفضل إلا لأهل العلــــم إنهم
على الهدى لمن استـــهدى أدلاء
وقيمة المرء ما قد كان يحســـنه
وللرجال على الأفعال أسمـــــاء
ففــز بعـــلم ولا تطـــلب به بدلا
فالناس موتى وأهل العلم أحــياء
ومن هذا المنطلق كان الهدف الذي من أجله تُقام الدروس الدينية سنوياً في مسجد الشيخ الأوحد (قدس الله سره) بقرية المطيرفي مع إطلالة شهر رمضان المبارك في كل عام ــ وهذ عامها الواحد العشرون ــ هو بناء جيلاً واعياً قوياً في شخصيته و فكره فاعلاً في مجتمعه صاحب عقيدة راسخة لا تؤثر فيه التيارات المنحرفة والأهواء الباطلة .
وأيضاً من أهداف إقامة هذه الدروس هو معرفة الأحكام الشرعية التي هي محل ابتلاء للمكلف من حلال وحرام وصحة وفساد ومن عبادات ومعاملات ، وكذلك التعرف على سيرة أهل بيت* العصمة والطهارة (عليهم السلام ) ، وكذلك معرفة الأخلاق والآداب العامة .
ولهذا تصدى مشايخ هذه القرية الحبيبة لسد هذا الجانب المُلقى على عاتقهم ، حيث انطلق هذا العمل المبارك تحت رعايتهم وتوجيهاتهم. فكان هناك الاستعداد والترتيب لهذه الدورة قبل شهر رمضان المبارك .
حيث فُتح باب التسجيل من 1/ 8 /1440 إلى 26/ 8 / 1440 هـ .
وكان الشروع في الدروس 27 / 8 / 1440 هـ* إلى 16 / 9 / 1440 هـ .
(لمحة موجزة عن الدروس لهذه السنة١٤٤٠هـ ) :
1ـ بلغ عدد الطلاب في هذا العام أكثر من (400) طالب .
2ـ الدروس تشمل الجانب العقائدي والفقهي والاخلاقي ...الخ .
3ـ إقامة حفل ختامي في نهاية البرنامج تكريماً للطلاب الأعزاء ، في يوم الأربعاء ليلة الخميس 23 / 9 / 1440 هـ .
4ـ رحلة ترفيهية في أحد المنتجعات في نهاية الدورة مع برامج متنوعة ( مسابقات ، ألعاب ، وجبة سحور...)
5ـ التدريس يشمل جميع المراحل التعليمية (الإبتدائية والمتوسطة والثانوية فما فوق ).
6ـ فترات التدريس : ( كل فترة 45 دقيقة )
الفترة الأولى: من الساعة 8 إلى الساعة 8:45
الفترة الثانية : من الساعة 9 إلى الساعة 9:45
7ـ عدد المدرسين (13) مدرساً .
8ـ عدد الحلقات (15) حلقة . وهي على النحو التالي :
*الكوارد المنظمون لهذ العام :
1ـ محمد عبدالله القنبر (بوعبدالله) .
2ـ محمد علي الناصر .
3ـ مجاهد طاهر الحمادة .
4ـ حسين طاهر الحمادة .
5ـ مؤيد محمد الثاني .
6.علي عيسى الحمادة .
7.حسين ناصر القمبر.
8 ـ عبدالمنعم حسين العلي .
١- *سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان إمام وخطيب جامع الامام الحسين (عليه السلام ) حيث تم استقباله بكل حفاوة وتكريم من قِبل اللجنة القائمة على الدروس المباركة وتم الإطلاع من قِبله على سير الدروس والمراحل التي مرت بها وعدد الطلاب والمعلمين بحيث أخذ فكرة موجزة عن هذا البرنامج السنوي* وقد أبدَى إعجابه بهذا العمل المبارك* والإقبال الكبير من قبل الطلاب في هذه الدروس* ، والذي يصل الى ٤٠٠طالب.
ثم شَرَّف أسماع الحاضرين بكلمة طيبة بَيّن فيها أهمية التفقه في الدين .
وشكر القائمين على هذا العمل المبارك وسأل الله تبارك وتعالى* أن يكون هذا العمل في ميزان حسناتهم* .
واللجنة المنظمة بدورها شكرته على تشريفه لها وسؤاله عن برنامجها السنوي وعلى دعمه المادي والمعنوي .
وبعدها تم توديعه بما استُقبل به من حفاوة وتكريم .
بحضور الطلاب البالغ عددهم(400 )طالب و تشريف من الآباء والمعلمين احتفلت لجنة الدروس الدينية بمولد كريم أهل البيت الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام )في مسجد الشيخ الأوحد (قدس سره) وذلك يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء ١٤٤٠/٩/١٥
في مساء يوم الأربعاء 23/ 9/ 1440هـ تم إقامة الحفل الختامي للدروس في حسينة المصطفى (صلى الله عليه وآله ) من أجل تكريم الطلاب وتشجيعم على حضورهم طوال هذه الفترة ، وكذلك تكريم المعلمين والكوادر المنظمين للجهود التي بذلوها خلال هذه الدورة* وهذا جزء يسير في حقهم نسأل من الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم .
وكانت فقرات الحفل على النحو التالي :
https://www.hwerat.biz/upload/images...79788dT91R.jpg
3- كلمة اللجنة سماحة الشيخ أحمد حسين البخيتان
( حيث أفتتح كلمته بحديث ورد عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( الكمال كل الكلمال : التفقه في الدين ، والصبر على النائبة ، وتقدير المعيشة )
ثم أشار : إلى أن التفقه معناه الفهم ، والتفقه في الدين ليس أمراً هامشياً أو جانبياً بل هو من صميم حياة الإنسان المؤمن ، فحتى يكون قوي الشخصية وصاحب عقيدة راسخة لا تؤثر فيها الشبهات أو التيارات المنحرفة لا بد أن يتعلم أمور دينه ، وهذا لا يتم إلا عن طريق العلم ولهذا جاءت الآيات الشريفة والسنة المباركة التي تؤكد على أهمية العلم في حياتنا ، ومن أوآئل الآيات النازلة من القرآن الكريم التي تؤكد على العلم قوله تعالى :{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) }
وفي الحديث :ما جاء عن الامام الباقر (عليه السلام) في فضل العالِم : (عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين الف عابد)
ثم ختم كلمته بشكره لأولياء أمور الطلاب على حث وتشجيع أبناءهم على الحضور في هذه الدروات وكذلك شكر الأساتذه الأعزاء وكل من دعم البرنامج معنوياً و مادياً .
https://www.hwerat.biz/upload/images...79789pm4DF.jpghttps://www.hwerat.biz/upload/images...79790OMeZi.jpg
4- كلمة ضيف الشرف للحفل سماحة العلامة الشيخ حسين العايش (حفظه الله )
( حيث أفتتح كلمته بقوله تعالى { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ} وبين في كلمته أهمية الإستفادة من الوسائل الحديثة في طلب العلم ، وأن طلب العلم لا يعتمد على جهة واحدة بل لابد من التنوع في طلب العلم ، ثم أشار إلى أن هذه البرامج حتى تستمر وتدوم لا بد من التعاون في دعمها معنوياً ومادياً.
وشكر القائمين على هذه الدورات وما يبذلونه من جهد في سبيل خدمة مجتمعهم وشكر الحاضرين .
( كما أن اللجنة بدورها شكرته على عنايته وحضوره في حفلها وأن أنفاسه الطيبة في خدمة هذه القرية واضحة )
وفي الختام نشكر المولى تبارك وتعالى على توفيقه ومنّه على نجاح هذا العمل المبارك ، وكذلك نوجه الشكر الجزيل للداعمين لهذا البرنامج وهم :
١- سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان
٢- سماحة الشيخ الفاضل عبدالجليل المكراني
٣- المهندس جواد الخويتم ( ابو سامي )
٤- المهندس محمد علي البندر ( ابو هشام )
٥- رئيس لجنة الزواج الجماعي السيد طالب العلي.
٦- المشرف العام للدروس في هذه السنة (١٤٤٠) سماحة الشيخ عبدالله علي البخيتان
على مابذله من جهد من متابعة البرنامج بشكل مستمر منذ بدايته - من
فترة التسجيل - إلى فترة الحفل الختامي .
وكذلك الشكر موصولاً لأولياء أمور
الطلاب وأمهاتهم على حثهم وتشجيعم لأبنائهم على الحضور والمشاركة في هذه الدروس ، وكذلك نشكر الأساتذة الأعزاء على ما بذلوه من وقت وجهد من أجل تعليم أبناءنا الأعزاء ، ونشكر الكوادر العاملين والمنظمين طوال فترة التدريس ،
والشكر أيضاً موصولاً للجهات الإعلامية ( منتدى الحويرات وموقع المطيرفي* )
وكذلك نشكر القائمين على حسينة المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) لفتح المجال في إقامة الحفل فيها ومن باب العرفان تم تكريم القائم على الحسينية الأستاذ ناصر طاهر البخيتان
ونشكر كل من قام بزيارة هذه الدروس من أولياء أمور وغيرهم من أهالي قريتنا الحبيبة والسؤال عنها والتعرف على برنامجها عن قرب .
ونشكر كل من ساهم في إنجاح البرنامج من دعم مادي ومعنوي .
ونسأل من المولى تبارك وتعالى أن يتقبل من الجميع* أعمالهم إنه سميع مجيب والحمد لله رب العامين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
(عام ١٤٤٠هـ)
تقرير : لجنة الدروس الدينية
تصوير : محمد علي الناصر