..]] منتديات الحويرات [[.. - رجب اول المحطات لشهر رمضان

رجب أول المحطات لشهر رمضان
بالنسبة إلى شهر رجب وشعبان وشهر رمضان ،فعندما ننظر الى الروايات حول أهمية هذه الأشهر الثلاثة, فإننا نجد أنها تشكل الموسم العبادي الأرقى الذي تصب فيه كل المواسم العبادية الأخرى.

إن كل وقت صلاة هو محطة عبادية, وليلة الجمعة هي محطة الأسبوع، ويوم الجمعة محطة أطول وهي أيضاً أسبوعية, وهناك الأيام والليالي البيض-13-14-15 من كل شهر وهي أيضاً محطة, ولكل شهر أيضاً أعماله الخاصة.. وكذلك إجمالاً آخر كل شهر، وعلى مدار السنة نجد أعمالاً ومحطات, تصب جميعاً في المحطة الكبرى، الموسم الثلاثي المميز, رجب و شعبان وشهر رمضان, بل إذا نظرنا بدقة أكثر نجد أن الموسم هو شهر الله تعالى, وشهر رجب وشهر شعبان يشكلان المدة اللازمة للدورة التدريبية المهمة التي تمكن الإنسان من استقبال شهر الله تعالى
متأدباً بآداب ضيافة الله عز وجل.

إن الأمر بالنسبة إلى هذه الأشهر الثلاثة أشبه ما يكون بالإستعداد لمعرض للكتاب مثلاً أو معرض صناعي أو معرض تجاري، تشارك في هذا المعرض مؤسسات مختلفة. لو فرضنا أن إحدى هذه المؤسسات كانت تتقن عملها على مدار السنة, فإنها ستشارك في المعرض بفعالية، وعندما تقدم آلة أو سلعة معينة فإنها تقدم من خلال عرضها عملها على مدار السنة, بمعنى أن كفاءتها خلال السنة وجَوْدةَ إنتاجها يظهران في العنوان المعروض.

إذا كان هذا المشترك في المعرض يهتم طيلة سنته بإنتاجه فسيكون اشتراكه في هذا المعرض مميزاً, لكن لو فرضنا أنه لم يكن يهتم بشكل دائم،فعليه –على الأقل- أن يهتم على أبواب إقامة المعرض ويبذل جهداً مميزاً استثنائياً وكأنه يخضع لدورة تدريبية مجهدة حتى يأتي وقت المعرض وهو مهيأ للاشتراك بفعالية.
وكذلك الأمربالنسبة إلى العبادة.

ولاتستغرب كون المثال تجارياً, فالعبادة في بعض المستويات تجارة" هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم تؤمنون بالله ورسوله..." وإن كانت المرتبة الأعلى هي مرتبة "ولكن وجدتك اهلاً للعبادة فعبدتك" غير أنه لايمكن الوصول عادة إلى المرتبة الأعلى دون المرور بالمرتبة العادية.

إذا كان المسلم على مدار السنة يتأدب بآداب الإسلام ويلتزم بالمستحبات التي وردت, فيأتي ببعضها، فهو إذاً يستعد على مدار السنة لمسابقة شهر رمضان المميزة, أما اذا لم يستعد أبداً, وأطل شهر رجب وشعبان فسيرى أن وتيرة المستحبات ارتفعت أي أنها تقول له:
انتبه, شهر رجب مهم,و شعبان أهم، إن هذين الشهرين يهيئانك للدخول إلى شهر رمضان وأنت مستحق لضيافة الله تعالى, فإذا ضيع الإنسان هذه الفرصة وفاجأه شهر رمضان,فلن يكون باستطاعته – عادة -الإستفادة من بركاته من أول لحظة من لحظاته بنسبة عالية.
إنه في أول الشهر،في اليوم الثاني،والثالث، يقول يجب أن أستعد،أن أهيىء نفسي،ويبدأ يُسوِّف.

وإلى أن يتمكن من انتشال نفسه من أسر عاداته ومن التسويف يكون قد ذهب شطرمن الشهر, وبذلك يخسر أن يكون في المبادرين الذين هم في طليعة المتبارين في هذا الشهر, بل قد يخسر الإشتراك في هذه المسابقة نهائياً والعياذ بالله تعالى.

يتضح مماتقدم,أن الإستعداد لشهر الله تعالى, يتم في شهر رجب وشعبان, حيث أنهما يتيحان فرصة الإستعداد المثلى لاستثمار كل دقيقة من دقائق شهر الله تعالى, يكثف المؤمن فيهما عبادته, وأوراده, ليصبح مهيئاً لعبادة مكثفة أكثر، طيلة الشهر المبارك, الذي هو نهائية هذا الموسم الثلاثي، الذي تشكل ذروته ليلة القدر والعشر الأواخر عموماً، وليلة العيد بشكل خاص..

من محاضرات الشيخ حسين الكوراني