..]] منتديات الحويرات [[.. - المطالبة بالتغيير والإصلاح

http://www.3tbana.com/vb/mwaextraedit4/extra/42.gif

http://www.3tbana.com/vb/mwaextraedit4/extra/93.gif

سورة الرعد الآية 11: http://www.3tbana.com/vb/images/smilies/alf/Text-29.gif إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ http://www.3tbana.com/vb/images/smilies/alf/Text-30.gif

بات واضح للعيان أن الجميع يطالب بالتغيير فنرى في جميع البلدان العربية تلك المطالب للإصلاح
وليس فقط في الدول العربية بل حتى في الدول الآخرى ففي أسبانيا هناك بعض المطالبات وفي بوليفيا أيضاً
حتى أمريكا هناك لديهم بعض المطالب طبعاً المطالب تختلف من دولة إلى أخرى والإعلام مسلط فقط على الدول
العربية أما موضوعي هذا فهو ليس سياسياً وليس لي ادنى صلة بالسياسة ولكن مقالي إجتماعي بحت .

أولاً ماهي عناصر العالم وكيف يتكون العالم الإنساني نرى أن العالم يتكون من سلسة ومنظومه بشرية
فلنفكك تلك المنظومه لنصل إلى أساس العالم
العالم يندرج تحته مجموعة أمم وكل أمه فيها مجموعة مجتمعات وكل مجتمع يتكون من جماعات مختلفة
وكل جماعه تتكون من أفراد
إذاً العالم يبدأ من الفرد ولكن لأن الفرد لا يستطيع أن يعمل لوحده ويعيش لوحده فلابد له من الإنظمام مع جماعات
وهم عائلته وجيرانه وهذه الجماعات لكي تطور من نفسها لابد لها من الإنظمام إلى جماعات أخرى وبهذا الإنظمام
يتكون المجتمع ولكن أيضاً المجتمع لوحده لا يستطيع المواصلة فلابد له من الإتحاد مع مجتمعات أخرى وبالتالي تتكون
الأمه وباتحاد الأمم تكون العالم

هنا وصلنا للمهم في هذا الموضوع فلو أردنا أن نقوم بتغيير ما لا بد من العمل على الفرد لكي يسهل علينا تغيير ما فوقه
من جماعات ومجتمعات وأمه وعالم
فإذا تغيير الفرد بقوته الفرديه يستطيع التأثير على الفرد الآخر ويحدث التغيير في الفرد الآخر وبعد إحداث التغيير في الفرد الثاني
باستطاعتهما معاً التأثير على الفرد الذي يليهم إلى أن تتأثر الجماعه كلها وبعد أن تتغير الجماعه بقوتها الذاتيه
تستطيع أن تغيير الجماعه الأخرى ومن ثم تعمل الجماعتين على تغيير الجماعات الأخرى حتى يتغيير المجتمع
وبعد تغيير المجتمع بتأثيره يغيرالمجتمع الآخر وهكذا حتى تتغير الأمه وتغيير الأمه التي تليها حتى تتغير الأمم
وعند تغيير الأمم يكون تغيير للعالم

وهنا التغيير إما أن يكون للأفضل أو يكون للأسوء وبطبيعة الحال الهدم أسهل من البناء فالتغيير للأسوء سهل جداً
وسريع كما هو حاصل الآن من إنحطاط أخلاقي وفكري بسبب التأثيرات ولكن لو أردنا التغيير للأفضل فهذا بناء
ويحتاج لجهد وجهاد لكي نصل إلى التغيير

ولكي نبدأ التغيير لابد من تغيير الفرد أولاً وتغيير الفرد تكون بجهاد نفسه وترويضها وتطويعها إلى الخير والعلم والعمل
الصالح فالآيه الشريفة التي أستهلينا بها المقال تأكد أن التغيير لابد أن يكون من النفس فالله لايغير ما بقوم من حال إلى حال
حتى يغيروا ما بأنفسهم فلنبدأ بتغيير أنفسنا

فليبدأ كل فرد منا بتغيير نفسه قبل أن يطالب بتغيير الفرد الآخر وقبل أن نطالب بتغيير المجتمع والعالم
فجهاد النفس هو الجهاد الحقيقي فعل سبيل المثال وسأطرح أمثله خفيفه وصغيره

لو أتى شخص وقال يافلان لا تكذب فالقرآن نهانا عن الكذب والرسول نهانا عن الكذب وأخذ يسرد له الأدله والبراهين
التي تأكد حرمة الكذب وأخذ يذكره بعقوبة الكذاب فهذا شيء حسن ولكن هل أنت أتعضت وتركت الكذب قبل أن تنصح
إن كنت كذلك فلابأس أما أن كنت أنت كذاب فالأفضل لك أن لا تتكلم عن الكذب لأن ليس لديك مصداقيه مع نفسك
فكيف ستكون لديك مصداقية مع الآخرين وكما قيل فاقد الشيء لا يعطيه

ومثال آخر ترى بعض الخطباء والوعاض وهم على المنابر ينصحون ويعضون المستمعين عليكم بتربية أولادكم
أفضل تربية وعلموهم الدين والخلق الحسن ولا تجلعوهم يتسكعون في الشوارع ويسمعون للأغاني ومع شديد الأسف تجد أبناء
هؤلاء الخطباء أو الواعضيين يتسكعون في الشوارع وصوت الغناء يؤذي الآخرين ويسرقون ووو... إلخ فكيف تعض وأنت
لم تتعض فصدق الشاعر حيث قال
لا تنهى عن خلق وتأتي مثله ** عار عليك إذا فعلت عظيم
أبدأ بنفسك فنهها عن غيها ** فإذا أنتهت فأنت إذا حكيم

وبعد أن يروض الفرد نفسه ويصلحها باستطاعته فيما بعد أن ينصح الآخرين وأن ينتقدهم على أفعالهم وأقوالهم
وأن يوجههم للطريق الصحيح وأن يكون قدوه لهم بأفعاله وأقواله
فالفرد هو الذي يظهر صورة المجتمع إن كان المجتمع مثقف وصالح فهو الذي يظهر سلوكيات المجتمع وبالتالي
يستمد ذلك المجتمع منه القوة اللازمة والمنظمة لحركته والمتمثلة في القادة والعلماء والأفراد العاديين

إذاً إذا أرادنا التغيير فلنبدأ بأنفسنا ومن ثم تغيير من حولنا حتى نغيير مجتمعاتنا ولا نطالب الآخرين بتغيير أنفسهم
حتى نتأكد من تغيير أنفسنا حتى لا نكون كالمثل القائل إن كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجر
وبعد أن تتغير أنفسنا سنكون قدوة للأخرين وسنكون متمسكين ومتحدين وسنكون قوة لا تتفكك وتكون علاقتنا ببعضنا علاقة
علاقة ود وحب وأخوة صافيه وصادقة وليست هي
كعلاقة البعض الآن التي تشبه البحر فكل من يمر أمامه ينحني ليلتقط حجر ويرميه عليه فلماذا هذه العلاقة
ولماذا لا تتغير للأفضل إلى متى نبقى هكذا كل من يمر بنا ينحني ليلتقط الحجر ويرميه علينا وأيضا نحن كذلك
كلما ممرنا من آخرين ننحني ونلتقط حجر ونرميه عليه
فالحجر هو الكلمة القاسية والتي تجرح المرمي بها دون أن يلتأم ذلك الجرح الرامي ليس بخال من تلك الأخطاء
ولكن هو فقط كمن يأكل لحم البشر ونسى أن له خطايا وأن الناس لديهم احجار قد يرمونه بها رد على رميته
وقد يتركونه لأن لديهم ماهو أهم من رمي الناس بالحجر

أرجو من الله الإعانه على جهاد نفسي والهداية لما يحب ويرضى
كما وأرجوه أن يعين كل فرد على جهاد نفسه وأن يهديه لما يحبه ويرضاه
إنه على كل شي قدير
والحمد لله رب العالمين

بقلمي المتواضع

أخوكم @بن علي@
Hussain Ali
9/11/1432هـ