المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البعد المعرفي في الحج


الراحل الحزين
12-02-2008, 12:27 AM
البعد المعرفي في الحج
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/print.gif (http://javascript<b></b>:OpenWin('print.php?id=25491', 'prnArt', '750', '550', 'yes');) http://rasid12.myvnc.com/images/icons/email.gif (http://javascript<b></b>:OpenWin('mail.php?id=25491', 'prnArt', '400', '220', 'no');) http://rasid12.myvnc.com/images/icons/comment.gif (http://javascript<b></b>:OpenWin('comments.php?id=25491', 'prnArt', '400', '480', 'no');)
http://rasid12.myvnc.com/media/lib/pics/thumbs/1149772741.jpg (http://rasid12.myvnc.com/media/lib/pics/1149772741.jpg) الشيخ حسين العايش (http://rasid12.myvnc.com/writers.php?id=1259) * (http://rasid12.myvnc.com/artc.php?id=25491#writer_desc) - 28 / 11 / 2008م - 5:49 م


http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif القسم الأول: طرق الوصول للبعد المعرفي.
قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾(آل عمران:97). صدق الله العلي العظيم.
وقال تبارك وتعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾(الحجر:٩٩) صدق الله العلي العظيم.
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif الغاية من الحج.
الحج العبادة العظيمة التي شُرعت في المنهج الإبراهيمي، ثم اكتملت معالمها في شرعنا الإسلامي الحنيف، وللحج أبعاد مختلفة، من أهم أبعاد الحج البعد المعرفي، فالله تعالى شرّع العبادات لإيصال العابد إلى غاية من الغايات كما أبان الذكر الحكيم قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾(البقرة:١٨٣) ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ وَالله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ (العنكبوت:٤٥) فللعبادات غايات ومن أعظم غايات الحج، المعرفة والتربية للنفس وبذل الجهد والمشقة في الوصول إلى الله تعالى.
هناك زوايا متعددة للحج، كل زاوية منها ترينا بُعداً من أبعاده، ومن أهم الزوايا زاوية البعد المعرفي للحج وذلك أنّ الحاج يصل إلى معرفة الله تعالى بأدائه لهذه المناسك وبإتيانه لهذه الشعائر.
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif الكدح للوصول إلى البعد المعرفي.
إنّ وصول الحاج إلى الله تعالى يستدعي إيضاح معنى له أهمية وذلك أنّ الله تعالى فطر الإنسان على أن لا يصل إلى ما يبتغيه ولا يحقق ما يريده إلاّ ببذل الجهد والمشقة، فالإنسان يختلف عن الحيوان، إذ الحيوان يسهل عليه تناول الطعام من الطبيعة، بينما الإنسان يحتاج إلى بذل المشقة والجهد الكبيرين في وصوله إلى الطعام بزرعه وإعداده وتنميته وتربيته وترتيبه وما إلى ذلك من أمور، فوصول الإنسان إلى ما يبتغيه يحتاج إلى جهد، وعلى هذا الأساس لن يصل إلى الله تعالى إلاّ بجهد ومشقة، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴾(الإنشقاق:6) فبذل الجهد واستفراغ الوسع ليتاح بهما الوصول المؤدي إلى معرفة الله تعالى المعرفة المفيدة لليقين والاطمئنان، والحج طريق فيه بذل للجهد الموصل إلى معرفة الله تعالى، وبجهده يُهدى إلى سواء السبيل، ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾(العنكبوت:69) إن الحج له زوايا متعددة ونريد أن نؤكد على زاوية البعد المعنوي والمعرفي للحج.
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif الكفر العملي في ترك الحج.
لقد جاءت بعض آيات القرآن والروايات لإيضاح هذا المعلَم فالقرآن الكريم أبان أن ترك الحج يساوق الكفر بالله تعالى ﴿ وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾(آل عمران:97) ويحسن بنا أن نوضح مفردة هامة، هي أن الكفر على قسمين: قسم يساوق الخروج من الشريعة، والقسم الآخر هو الكفر العملي والكافر عملياً لا يُحكم بكفره ولا بنجاسته وتحل ذبيحته، فهو بحكم الكافر دون تطبيق أحكام الكافر عليه؛ أي أنه كافر حكماً غير أن أحكام الكافر من النجاسة وغيرها لا تنطبق عليه، والفقهاء أوضحوا ذلك في تبيان الأحكام الشرعية، قائلين إنّ من يعتقد بالشريعة الإسلامية ولديه مال وقد أوجب الله تعالى عليه الحج، وعصى بعدم أدائه فلا يتعامل معه أنه نجس ولا تطلق زوجته منه، وتحل ذبيحته، فالكافر هنا؛ كافر بالكفر العملي، إن فهم هذا المصطلح مفيد في مجالات متعددة وليس في مجال البعد المعرفي فقط وإنما في مجالات هامة كالولاية لأهل البيت http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a3.gif، فقد وردت بعض التعبيرات تقول أن من لا يؤمن بولاية أهل البيت http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a3.gif كافر، فكيف يُجمع بين كفره وإسلامه، فالمسلم يُتعامل معه بأحكام الإسلام ويحرم ماله ودمه وعرضه، غير أن تارك الحج، لا يسميه العلماء كافراً بالمصطلح الشرعي، فالكفر هنا اصطلاح خاص معناه أنّ الله تعالى أوجب حكماً فتعمد تركه دون إنكار له ولا إنكار للرسالة لا يترتب عليه أحكام الكافر ولا يخرج عن ربقة المؤمنين والمسلمين، وتحل ذبيحته.
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif

الراحل الحزين
12-02-2008, 12:28 AM
ميزة مكان الحج.
هناك علاقة بين أماكن أداء النسك لهذه العبادة والمعرفة لله تعالى فقد تحدثت بعض الروايات عن بعض أنبياء الله تعالى ورسله في إقبالهم على الله تعالى ووصولهم إلى درجة عالية من العرفان والشهود للحق تعالى، ففي رواية «أنّ آدم لما جاء إلى عرفة قيل له يا آدم اعترف بذنبك ليتوب الله تعالى عليك، فاعترف آدم بذنبه فتاب الله تعالى عليه في عرفة، فازدلف إلى الله – تعالى – متقرباً إليه في مزدلفة – في المشعر الحرام-» وإذا تأملنا في هذا المعنى الدقيق وجدنا علقة بين المكان والتوبة قد لا يظهر ذلك بادئ ذي بدء ويحتاج إلى بحث مسهب إلاّ أننا نريد أن نؤكد على وجود خاصية في المشاعر يحصل عليها الحاج بأدائه للنسك فيعرف ربه، لذا جُعلت التوبة لآدم في هذا المكان الخاص وإلاّ فالتوبة بمعناها العام تتحقق في أي مكان وفي أي بقعة من بقاع الأرض ويتوب الله تعالى على من تاب، ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾(الشورى:25) غير أنّ قمة الذوبان في معرفة الله تعالى لا تتأتى إلاّ في هذا المكان الخاص.
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif ارتباط الحج بالصوم.
وقد ورد في بعض الروايات إبانة للربط الوثيق بين الحج والصوم في حصول المغفرة والرضوان قال الإمام الصادق http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a2.gif «من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى مثله من قابل إلاّ أن يشهد عرفة» فبعض من صام شهر رمضان ولم يحصل على الغفران لن يحصل عليه إلاّ أن يحضر عرفة، إنّ الله تعالى غفار الذنوب قال تعالى ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾(طه:82) غير أنّ بعض الذنوب المقترفة تمنع العبد من رحمة الله تعالى وتحجبه عن التوبة وليس أمامه إلاّ الحضور في عرفة ليتوب إلى الله تعالى، فهناك أبعاد خاصة للرقي النفسي والمعرفي لدى الإنسان لا تتحقق إلاّ بحضور عرفة.
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif الدعاء للتوفيق إلى الحج.
ولعله لذلك ورد الربط بين الحج والصوم ففي الأدعية الواردة عن أهل البيت http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a3.gif «وارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا، وفي كل عام» إيضاح لما تقدم أنّ عمق الوصول إلى بعض التجليات يحصل بالحج وأداء النسك غير أنّ أداء الحج دون فهم للمعاني الدقيقة والأسرار والرموز التي تشتمل عليها مناسك وشعائر الحج لن يوصل الحاج إلى تلك التجليات بل يكون كمن يصلي ولا يعي التكبير، ويقرأ الفاتحة ولا يفقه المعاني، ويسبح الله تعالى ولا يعرف عظمة ربه، هذا فالبعد المعرفي للحج لن يتاح لكل حاج بل يتاح لبعضهم أن يصل إلى درجة من المعرفة بحسب ما بذله من جهد وطهارة لنفسه وماله وإخلاص لنيته واستعدادٍ للوصول إلى هذا هذا البعد المعرفي.
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif القسم الثاني: الاستعداد المعنوي للحج.
قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾(آل عمران:97). صدق الله العلي العظيم.
بينا أنّ الحج له أبعاد مختلفة، ومن أهم الأبعاد التي أشار إليها القرآن الكريم وأُوضحت في الروايات الواردة عن النبي http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a1.gif والأئمة من أهل البيت http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a3.gif البعد المعرفي لله تعالى، فقد أكدت الروايات على أنّ الحج لابد أن يقترن بارتباط وثيق مع الله تعالى وأن يكون جسراً يُوصل إليه تعالى منذ التهيؤ له حتى الانتهاء منه.
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif حقيقة الإحرام.
عن إمامنا الرضا http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a2.gif قال: «إنما أُمروا بالإحرام ليخشعوا قبل دخولهم حرم الله وأمنه، ولئلا يلهوا ويشتغلوا بشيء من أمور من الدنيا وزينتها ولذاتها، ويكونوا جادين فيما هم فيه، قاصدين نحوه، مقبلين عليه بكليتهم»، والإمام http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a2.gif يبين في هذا الحديث أنّ نسك الحج والإحرام له يراد به أن يخشع المحرم لله تعالى عند إحرامه مقترناً بذكر الله تعالى، فإذا دخل الحرم وصل إلى مرتبة التعلق به تعالى فلا يلهو عن ذكره تعالى، ولا يشتغل بشيء من أمور الدنيا وزينتها ولذاتها، ثم أبان الإمام http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a2.gif أنّ المحرم بعد خشوعه وانقطاعه عن اللهو وإقباله على الله تعالى يكون جاداً مقبلاً بكُله، فهذا التهيؤ يتاح به للإنسان أن يصل إلى درجة عالية في إقباله على الله تعالى وانقطاعه إليه.
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif التهيؤ للحج.
وعن إمامنا الصادق http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a2.gif قال: «إذا أردت الحج فجرد قلبك لله تعالى من قبل عزمك من كل شاغل وحجاب كل حاجب وفوض أمورك كلها إلى خالقك وتوكل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك وسكناتك وسلم لقضائه وحكمه وقدره وودع الدنيا والراحة والخلق وأخرج حقوق تلزمك من قبل المخلوقين ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك وقوتك وشبابك ومالك مخافة أن يصير ذلك عدواً ووبالاً فإنّ من أدعى رضا الله واعتمد على شيء صيره الله عدواً ووبالاً ليعلم أنه ليس له قوة ولا حيلة ولا لأحد إلاّ بعصمة الله وتوفيقه»، هذه الكلمات الواردة عن الإمام http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a2.gif ترتبط بما ينبغي أن يكون عليه الحاج قبل أن يتوجه إلى الحج، وفيها مطالب سبعة :
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif الأول: تجريد القلب لله تعالى.
تجريد القلب لله تعالى وإخلائه من كل شاغل بحيث لا يشتغل قلب من أراد الحج إلاّ به تعالى، فإنّ من الواضح ارتباط حصول المعرفة على التهيؤ لها، وقد أشار العلماء إلى أنّ حصول المعرفة يتوقف على التهيؤ لها فمن أراد شيئاً استعد له، وذلك أنّ الاشتغال بغيره ينسيه، فقوله http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a2.gif: «جرِّد قلبك لله تعالى من كل شاغل وحجاب كل حاجب»، أي دع ما يُشغلك عن الله تعالى وأخلي قلبك منه، إنّ كل حجاب سواء كان من الحجب الظلماتية أو الحجب النورانية، كالحسد والعلم لابد من إزالته عن القلب ليتاح له أن يخلى لله تعالى.
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif الثاني: تفويض الأمور لله تعالى.
ثم بين الإمام http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a2.gif مطلباً هاماً وهو تفويض الأمور إلى الله تعالى والاتكال عليه، «وفوض أمورك كلها إلى الله خالقك وتوكل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك وسكناتك»، إنّ تفويض الأمر إلى الله تعالى لابد أن يقترن بالكدح والجد، فمن يتوكل على الله تعالى ويفوض أموره إليه، ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى الله إِنَّ الله بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾(غافر:44)، وكذلك يتوكل على الله تعالى، ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾(الطلاق:3)، ويكون جاداً في مساره مستعداً لهذه الرحلة الإلهية، فسيصل إلى معرفته وينال رضوانه تعالى.
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif الثالث: التسليم لقضاء الله.
إنّ التسليم لقضاء الله وحكمه تعالى، الذي لا يُرد إلاّ بأمره تعالى، فإنه إذا أنفذ قضائه في خلقه، لا ينبغي للعبد أن يعترض عليه، بل عليه أن يسلم لقضائه ويرضى لحكمه تعالى.
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif الرابع: أداء الحقوق.
ثم نبه الإمام http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a2.gif أن الحج طريق لتوديع الراحة وتوديع الخلق وإخراج الحقوق للناس ولله تعالى فمن كان عليه حق لله أداه ومن كان عليه حق للناس خلص منه، وودَّع الدنيا لأنه مقبل على الله تعالى ولا يعلم أنه سيعود إلى ما كان عليه، فالحج رحلة إليه تعالى، وتوديعٌ للدنيا والراحة والخلق، قال http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a2.gif: «وإخراجٌ لحقوقٍ تلزمك من قبل المخلوقين»، وتأكيد الإمام http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a2.gif على حقوق الناس لأهمية ذلك كما جاء في الروايات، وليس بمعنى ألا يؤدي الحقوق الإلهية بل هي لازمة.
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif السادس: الاتكال على الله.
ثم أبان الإمام http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a2.gif أنه لا ينبغي للعبد أن يعتمد في مساره إلا على الله تعالى، قال http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a2.gif: «ولا تعتمد على زادك وراحلتك»، فما لدى الإنسان من مالٍ وطعام ونعمٍ أخرى لن يغنيه عن الله تعالى، فقد تتوافر جميع الأسباب له ولا يتاح بها أن يصل إلى الله تعالى، وقد تصعب الأسباب عليه ومع ذلك يسهل له الوصول إليه تعالى؛ فكم شخصٍ هيأ جميع الأسباب ولكنه لم يتح له أن يصل إلى الحج، وحالت دونه الأحوال، وكم شخصٍ ليس بمتوجه وغير مستعد وإذا بالعناية واللطف الإلهي يهيئان له الأسباب، «ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك وقوتك وشبابك» إن السفر للحج يختلف عن غيره وينبغي أن يُعتمد فيه على الله تعالى وأن يُتوكل عليه فمن اعتمد على غيره وكله الله تعالى إلى ما اعتمد عليه، أما من توكل على الله تعالى واعتمد عليه هيّأ الله له الأسباب وسهل له العسير، «مخافة أن يصير ذلك عدواً ووبالاً عليك، فإنّ من ادعى رضا الله واعتمد على شيء»، فمن أراد أن يصل إلى مقام الرضا، وأن يكون الله تعالى راضٍ عنه، ﴿ وَرِضْوَانٌ مِّنَ الله أَكْبَرُ ﴾(التوبة:72)، فلا يعتمد على غيره تعالى، فهذا المقام الإلهي الشامخ والرفيع لن يصل إليه من اعتمد على غيره تعالى بل سيكون عدواً ووبالاً، «فإنّ من ادعى رضا الله واعتمد على شيء صيره الله عدواً ووبالاً»، أي أنّ الأشياء تصبح معادية ومضادة لإبعاده عن الله تعالى.
http://rasid12.myvnc.com/images/icons/b.gif السابع: الاعتصام بالله.
قال http://rasid12.myvnc.com/images/prefix/a2.gif: «ليعلم أنه ليس له قوة ولا حيلة ولا لأحد إلاّ بعصمة الله وتوفيقه»، إنّ السبب الرئيس هو أن يعلم المرء أنه ليس لأحد تصرف ولا قدرة ولا حيلة ولا حول ولا قوة إلاّ بالله تعالى، فوصول الشخص إلى علم يقينٍ أنه ليس لأحد حول ولا قوة إلاّ بعصمة الله، فمن اعتصم بالله هُدي إلى الطريق المستقيم، ومن هيأ نفسه بهذه التهيئة وصل إلى مرتبةٍ عالية من معرفته تعالى، وحضي برضوانه.

دموع الوحي
12-02-2008, 12:32 AM
http://up1.m5zn.com/photo/2008/12/1/06/4stjkyic.gif/gif (http://up1.m5zn.com)



الراحل الحزين

يسلمووووو



على نقلك هذه الطرح الرائع


تحياتي لك

ابووجدان
12-03-2008, 05:43 PM
يعطيك العافية

عادتك التميز

دانه
12-30-2008, 09:13 PM
مشكور اخوي الراحل الحزين
على الموضوع المفيد المتميز

بدربونادر
01-02-2009, 03:52 PM
الراحل الحزين

يسلمووووو
ويعطيك العافيه
بدر بو نادر