السامر
09-04-2011, 10:47 AM
موضوع عجبني وآلمني معاً .. وأحببت أن تشاركني القراءة ..
وأتمنى أن تشاركني الرأي ..
قبل سنتين قرأت موضوع تتحدث فيه الكاتبة عن نهاية الصداقة ولفت نظري كيف شرحت افتقادنا لتقاليد وشعائر أنهاء الصداقة .. وكيف أننا واصدقاؤنا ليس عندنا اتكيت معين نعلن به لبعضنا نهاية الدرب الذي قطعناه .. فنهرب ونراوغ جبناً دون مواجهة .. لأنه ليس هناك طريقة كما في الزواج نعلن فيها لصديق أو صديقة .. أنك طالق !
وهذا يفسر اختفاء اصدقائنا المفاجئ احياناً والمتدرج احياناً اخرى .. فهم طلقونا ولكن دون أوراق محكمة ..
بقيت معي كلمات الكاتبة لانها اعطتني مجازاً يجعلني افهم خارطة الصداقة بشكل افضل .. وما يفعله اصدقاؤنا بنا أو ما نفعله نحن بهم .. وايضاً عدم قدرتنا على تجاوز الخنادق التي تفصلنا .. برغم انها احياناً تكون بسيطة مثل البعد الجغرافي أو العرقي أو عميقة مثل اختلافنا الاخلاقي او اختلافنا المذهبي
تحدثت غرام في قطعتها عن صديقة لها من أيام الطفولة .. وكيف حافظتا هما الاثنتان على الصداقة حتى عندما ذهبتا الى جامعات في مدن مختلفة .. ثم بعد سنوات انتقلتا للعيش في نفس المدينة وكانتا بداية سعيدتين لاسترجاعهما للقرب الجغرافي . ولكن بعد بضعة زيارات بينهما بدأت صديقة غرام بالفتور نحوها وتوقفت عن الاتصال بها .. واذا اتصلت بها غرام لترتيب موعد تحججت الاخرى بالانشغال وانهت المكالمة بسرعة ..ولم تفهم غرام حتى بعد سنوات من موت هذه الصداقة السر وراء هذا الانقطاع .. أو بالأحرى الطلاق المفاجئ .. ولكن في نفس القطعة تعترف غرام كيف انها هي ايضاً على حفة ان تنهي علاقتها مع احد صديقاتها القريبات .. حيث بدأت غرام تسأم من أنين وشكوى صديقتها المتواصل وأصبحت تشعر أن صداقة هذه المرأة صارت عبئاً عاطفياً يستهلك قواها كلما رأتها أو تحدثت معها ..
وكانت غرام مترددة لأنها شعرت أنها لم تكن تمتلك الشجاعة الكافية لمواجهة صديقتها بالحقيقة .. ولذا كانت تشعر أنه من الأفضل أن تخفف معها العلاقة تدريجياً وتختفي تدريجياً ..
وهذا جعلني اشعر أنه كما يموت الزواج بموت الحب .. فإن الصداقة تموت بموت الأفكار المتقاسمة والقيم المشتركة ..
فهناك اصدقاء فقدنا لغة الراحة معهم .. نقع خارج ودهم وحبهم وتغادر اسماؤهم دفاتر عناويننا .. و تدريجياً ذاكرتنا ..
فالصداقة مثل ا لعلاقات الأخرى في حياتنا .. لها بداية ولها تعقيدات .. وأحياناً كثيرة لها نهاية ..
الكاتبة البريطانية فيرجينيا وولف قالت ذات مرة : خسرت اصدقاء بعضهم موتاً .. وبعضهم لعدم قدرتي على قطع الشارع إلى الجهة الأخرى .. كانت تقصد انها انسحبت ولم تقدر على قطع هذا الفاصل القصير الذي فصل بينهم ..
ولكن لا تعني الاختلافات النهاية دائماً .. ويجب ان لا نحصر الصداقة بين نسخ من البشر تتطابق فيها أمزجتهم وأفكارهم .. فالاتفاق التام يوجد الصمت .. بل يوجد الموت ..واقدر واحافظ على صداقات مع أناس يختلفون عني ..
الخلاصه
تعلمت .. أن الانسان السوي تكون له القدرة على مخالطة ومصادقة طوائف مختلفة من البشر .. ولكن هناك احياناً خنادق عميقة تصبح مثل الشارع الذي لم تكن فرجينيا قادرة على قطعه .. هناك خنادق تفرقنا .. تمزقنا .. وترمي بذكرياتنا في بحور بعيدة ..
تقول غرام .. انه من الأفضل ان نعلم الطرف الآخر بما يحدث .. ولو أنه خيار صعب .. ولكنها تعترف ايضاً أن بعض الصداقات لها اعمار مؤقتة .. وأنها تعكس اطوار حياتنا المختلفة .. فهل يعني هذا أننا وبعض اصدقئي وصلنا الى الشارع لا يمكن قطعه ؟؟ وهل عندي الشجاعة الكافية لأقول لهم هذا ؟ أليس من السهل أن لا أقول شيئاً ؟ وأليس هذا ما يحدث معنا غالباً ؟ نتابع المشي ولا نعلن الطلاق مع أن الأوراق تكون قد وُقعت مسبقاً ..
تحياتي السامر
وأتمنى أن تشاركني الرأي ..
قبل سنتين قرأت موضوع تتحدث فيه الكاتبة عن نهاية الصداقة ولفت نظري كيف شرحت افتقادنا لتقاليد وشعائر أنهاء الصداقة .. وكيف أننا واصدقاؤنا ليس عندنا اتكيت معين نعلن به لبعضنا نهاية الدرب الذي قطعناه .. فنهرب ونراوغ جبناً دون مواجهة .. لأنه ليس هناك طريقة كما في الزواج نعلن فيها لصديق أو صديقة .. أنك طالق !
وهذا يفسر اختفاء اصدقائنا المفاجئ احياناً والمتدرج احياناً اخرى .. فهم طلقونا ولكن دون أوراق محكمة ..
بقيت معي كلمات الكاتبة لانها اعطتني مجازاً يجعلني افهم خارطة الصداقة بشكل افضل .. وما يفعله اصدقاؤنا بنا أو ما نفعله نحن بهم .. وايضاً عدم قدرتنا على تجاوز الخنادق التي تفصلنا .. برغم انها احياناً تكون بسيطة مثل البعد الجغرافي أو العرقي أو عميقة مثل اختلافنا الاخلاقي او اختلافنا المذهبي
تحدثت غرام في قطعتها عن صديقة لها من أيام الطفولة .. وكيف حافظتا هما الاثنتان على الصداقة حتى عندما ذهبتا الى جامعات في مدن مختلفة .. ثم بعد سنوات انتقلتا للعيش في نفس المدينة وكانتا بداية سعيدتين لاسترجاعهما للقرب الجغرافي . ولكن بعد بضعة زيارات بينهما بدأت صديقة غرام بالفتور نحوها وتوقفت عن الاتصال بها .. واذا اتصلت بها غرام لترتيب موعد تحججت الاخرى بالانشغال وانهت المكالمة بسرعة ..ولم تفهم غرام حتى بعد سنوات من موت هذه الصداقة السر وراء هذا الانقطاع .. أو بالأحرى الطلاق المفاجئ .. ولكن في نفس القطعة تعترف غرام كيف انها هي ايضاً على حفة ان تنهي علاقتها مع احد صديقاتها القريبات .. حيث بدأت غرام تسأم من أنين وشكوى صديقتها المتواصل وأصبحت تشعر أن صداقة هذه المرأة صارت عبئاً عاطفياً يستهلك قواها كلما رأتها أو تحدثت معها ..
وكانت غرام مترددة لأنها شعرت أنها لم تكن تمتلك الشجاعة الكافية لمواجهة صديقتها بالحقيقة .. ولذا كانت تشعر أنه من الأفضل أن تخفف معها العلاقة تدريجياً وتختفي تدريجياً ..
وهذا جعلني اشعر أنه كما يموت الزواج بموت الحب .. فإن الصداقة تموت بموت الأفكار المتقاسمة والقيم المشتركة ..
فهناك اصدقاء فقدنا لغة الراحة معهم .. نقع خارج ودهم وحبهم وتغادر اسماؤهم دفاتر عناويننا .. و تدريجياً ذاكرتنا ..
فالصداقة مثل ا لعلاقات الأخرى في حياتنا .. لها بداية ولها تعقيدات .. وأحياناً كثيرة لها نهاية ..
الكاتبة البريطانية فيرجينيا وولف قالت ذات مرة : خسرت اصدقاء بعضهم موتاً .. وبعضهم لعدم قدرتي على قطع الشارع إلى الجهة الأخرى .. كانت تقصد انها انسحبت ولم تقدر على قطع هذا الفاصل القصير الذي فصل بينهم ..
ولكن لا تعني الاختلافات النهاية دائماً .. ويجب ان لا نحصر الصداقة بين نسخ من البشر تتطابق فيها أمزجتهم وأفكارهم .. فالاتفاق التام يوجد الصمت .. بل يوجد الموت ..واقدر واحافظ على صداقات مع أناس يختلفون عني ..
الخلاصه
تعلمت .. أن الانسان السوي تكون له القدرة على مخالطة ومصادقة طوائف مختلفة من البشر .. ولكن هناك احياناً خنادق عميقة تصبح مثل الشارع الذي لم تكن فرجينيا قادرة على قطعه .. هناك خنادق تفرقنا .. تمزقنا .. وترمي بذكرياتنا في بحور بعيدة ..
تقول غرام .. انه من الأفضل ان نعلم الطرف الآخر بما يحدث .. ولو أنه خيار صعب .. ولكنها تعترف ايضاً أن بعض الصداقات لها اعمار مؤقتة .. وأنها تعكس اطوار حياتنا المختلفة .. فهل يعني هذا أننا وبعض اصدقئي وصلنا الى الشارع لا يمكن قطعه ؟؟ وهل عندي الشجاعة الكافية لأقول لهم هذا ؟ أليس من السهل أن لا أقول شيئاً ؟ وأليس هذا ما يحدث معنا غالباً ؟ نتابع المشي ولا نعلن الطلاق مع أن الأوراق تكون قد وُقعت مسبقاً ..
تحياتي السامر