المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آآآآآه من قلة الزاد وهول المطلع وبعد السفر


خادمكم زاهر
08-09-2011, 02:36 AM
مائدة رمضان الأولى في الجفاء في حق الله سبحانه
آآآآآه من قلة الزاد وهول المطلع وبعد السفر


*مقدمة:


هل من ضيافة؟ هل من رحمة لمن عصاه؟ هل من توبة لمن ناجاه؟


أحيكم بعد التقصير في حقكم والشرف لخدمتكم لكن ما أبعدني عنكم هو الإجحاف في حقكم . ومما قلل زادنا في هذه الدنيا هو بعدنا عن الله وتعلقنا بزخرفة الدنيا وزبرجها وأكثر ما يحرق القلب في هذه الأيام كثرة الفتن وانتشار الفساد حتى وصل ذلك إلى المتلبسين بعباءة التدين والحسرة تبقى متكسرة في قلوبنا من كثرة ما نرى ونسمع. فتساءلت لماذا هذا كله فطرق في قلبي قول الله تعالى: { ومن أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } طه .


محاور الجفاء التي سيطر على بعضنا:


1- الغفلة وضياع الهدف.


2- طول الأمل وحب الدنيا.


3- ضياع مفهوم الدين وحصره في حركات قوليه و شكلية.


4- الخاتمة.


[1] الغفلة وضياع الهدف:


قال تعالى: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } طه . من أهم عناصر الغفلة بعدنا عن الله سبحانه، وانشغالنا الدائم بالحياة وما فيها من متع زائلة التي لا تدوم أحيانا ساعات محدودة وربما أقل من ذلك. ولذا علينا أن نفكر بجدية ما هي الغاية من خلقنا؟ ما هو الهدف الذي يجب أن نصل إليه؟ أي لا بد أن نضع لنا برنامجا كي نصل إلى بر الأمان في نهاية الطريق الذي يبدأ من سن التكليف، وينتهي باليوم الموعود وهو الرحيل عن هذه الدنيا. ولعل البعض يقول ضع لنا مثالا نعرف من خلاله البرنامج الذي نسلكه كي نصل إلى بر الأمان. أقول: إن الطريق واضح، ولكن الغفلة أبعدتنا عنه، وجعلته ضبابيا، ولذا سنقرأ رواية عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم): [ أن أول ما عصى الله به ست: حب الدنيا، وحب الرياسة، وحب الطعام، وحب النوم، وحب الراحة، وحب النساء ] تفسير نور الثقلين ج1 (358 ) . لتوضيح مفهوم هذا الحديث نذهب لرواية مسندة إلى مسلم بن عبدالله قال : سئل على بن الحسين عليهما السلام أي الأعمال أفضل عند الله؟ قال: [ من عمل بعد معرفة الله عز وجل ومعرفة رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل من بغض الدنيا، فإن لذلك شعبا كثيرة وللمعاصي شعب، فأول ما عصى الله به الكبر معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، ثم الحرص وهى معصية آدم وحواء عليهما السلام حين قال الله عز وجل لهما : " كلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " فأخذا مالا حاجة بهما إليه، فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة، وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه، ثم الحسد وهى معصية ابن آدم حيث حسد آخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرياسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة، فصرن سبع خصال، فاجتمعن كلهن في حب الدنيا. فقالت الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك : حب الدنيا راس كل خطيئة ]. فإذا لابد أن يكون هدفنا في هذه الحياة مرضاة الله وحب لقائه، والسعي في الدنيا بما يحب الله وترك ما يحرمه الله علينا، وأن نتمسك بالقرآن وهو الثقل الأكبر وبالثقل الأصغر وأهل البيت عليهم السلام ثم الصلاة ثم بر الوالدين ثم صلة الرحم ثم حب الأخوان ثم مجمع الخيرات وترك المحرمات.


[2] طول الأمل وحب الدنيا:


روي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: [ أكذبوا الأمل فإنه غرور وصاحبه مجنون. ] وهذا الحديث لا يخالف السعي في الدنيا لتوفير لقمة العيش الكريم والإنفاق على العيال فقد روي عنهم عليه السلام: [ اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ]. ولكن ما يقصده الحديث الأول هو ذلك الأمل في البقاء في هذه الدنيا وعدم زوالها أو البقاء في الصحة من غير سقم أو القوة من غير ضعف أو الغنى من غير فقر... . ذلك الذي يعنيه الحديث فلذا يا أخواني وأخواتي أوصي نفسي أولاً ثم أوصيكم بأن هذه الدنيا عبارة عن ساعة، فعلينا أن نجعلها طاعة بأوسع معانيها، وليس مقصورة بالصلاة والصيام وكثرة الدعاء كما سنبين في عنصرنا الثالث بل بالوعي التام والعلم الذي نستقيه من فكر أهل البيت في كيفية التعامل مع هذه الدنيا بما يرضي الله سبحانه وتعالى.


[3] ضياع مفهوم الدين وحصره في حركات قوليه و شكلية:


قال أمير المؤمنين عليه السلام: [ كم صائم ليس من صيامه إلا الجوع والظمأ، وكم قائم ليس من قيامه إلا السهر والعناء سيما صوم الكياس وإفطارهم ]. نهج البلاغة . عجيبة هذه الرواية ومخيفة جدا فالمقياس في الصحيح في هذه الحركات من صيام أو صلاة هي تقوى الله سبحانه، وكأن الرواية تريد أن تقول: إذا هذه العبادة لم تغير في النفس إلى ما يصلحها ويقربها من التقوى وتبعدها عن الرياء والسمعة والعجب وكل أشكال عدم اخلاص العبادة له وحده لا شريك له تكون مثل الزبد الذي يذهب بمجرد ما تأتيه ريح بسيطة، فتثيره في الهواء . كما قال الله سبحانه وتعالى: { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا } فتجد بعضنا للأسف الشديد كثير الصلاة والصيام والدعاء و تلاوة القرآن والزيارات والمشاركة في الأنشطة الخيرية ولكن صاحب خلق سيئ أو بخيل أو حقود أو غيور أو سباب وشتام أو قاطع رحم أو عنيد لا يسمع قول الناصحين له أو نمام أو مغتاب وغيرها من وساس الشيطان التي تأخذ ألوانا وصورا مختلفة. فالنتيجة الطبيعية الذي يتصف بهذه الصفات أو بعضها يذهب كل عمله هباء منثورا. ولذا علينا يا أحبة أن نجعل لكل عبادة تكون مؤثرة ومصلحة في صفة نفسية، فكثرة الصلاة تدفن الغرور والعجب وترك المنكر والفحشاء كما قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَر } 29 العنكبوت . و كثرة الدعاء والزيارات تفدن قطيعة الرحم ، وتزكي النفس وتنقيها من الحقد والكره والنميمة. وكثرة قراءة القرآن تدفن النظر إلى ما حرم الله من والتمسك بأوامر الله واجتناب نواهيه، وهكذا كل عبادة يجب ربطها بسلوك عملي صالح سببه تلك العبادة.


[4] الخاتمة:


ولا أزكي نفسي عن كل مذكر في الموضوع، ولكن أردت أن أضع الإصبع على الجرح الذي زاد اتساعه في أيامنا هذه، ولم يترك أحدا إلا من حفظه الله بحفظه ، ووفقه لطاعته..


نسأل من الله أن يفقنا لما يحب ويرضاه ويبعدنا عن سيئات أعمالنا وشرور أنفسنا، ويحببنا في خلقه، وأختم قولي بلسان حال كل واحد منا من الرجل والنساء بهذا الدعاء: ( أللهم أنت كما أحب فاجعلني كما تحب ). ( إلهي أنت نعم الرب فاجعلني نعم العبد ) ( اللهم هب لي حقك وارض عني خلقك ) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

صرخة ندم
08-09-2011, 05:18 AM
اثابك الله

ماخطه بِه قلمك بميزان اعمالك

صرخة ندم

دموع الورد
08-09-2011, 05:25 AM
شكراً جزيلاً
على الموضوع النير والموفق
جزاكِ الباري خير الجزاء
دُمت بحفظ ورعاية الله
كل التقدير والإحترام

همس الخيال
08-09-2011, 05:41 AM
جزاك الله خيرااا عالتنويه والتذكير
بموازين اعمالك

اسيرة اهل البيت
08-09-2011, 10:36 PM
بارك الله فيك
وجزاك الله كل خير
وقضى حوائجك وجميع المؤمنين في الدنيا والآخرهـ

شوكه بعين عدوي
08-09-2011, 10:45 PM
يعطيك العافيه
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .