المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رأس الحكمة مخافة الله..


أمير الغرباء
12-22-2008, 07:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبتي قد يتبادر إلى ذهن الكثير منا وخصوصًا الشباب حفظهم الله بأن ينسب الحكمة إلى محبة الله ويقول من الآولى بنا أن نقول بأن : (رأس الحكمة محبة الله) . وقد فات هذا الإنسان أن الحكمة ومعرفة أسرار الكون لا تتجلى إلا في قلوب قد طهرت وتزكت بترك المعاصي واجتناب المحرمات ، وبعبادات وأعمال صالحات .

ولا تترك هذه القلوب المعاصي ولا تجتنب المحرمات إلا بخوف الله تبارك وتعالى ، وبوازع نفسي وهو خشية الله .

فالنفس الملوثة بالذنوب والآثام ، النفس المدلهمة بظلمات المعاصي والأجرام لا ترى إلى الحكمة سبيلاً ولا تفتح لها أبواب أسرار الكون لقوله تعالى : (ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه . أنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرًا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذًا أبدًا) .

لذا نرى أن من ذكر بآيات ربه وأعرض عنها ولم يؤمن لما اقترفت يداه من الذنوب ، تسد عليه أبواب الهداية وتغلق عليه أبواب الرحمة الإلهية فيكون بينه وبين الحق تبارك وتعالى حجاب حاجز يمنعه من رؤية الحق وينسى نفسه وذلك كما قال تعالى : (نسوا الله فأنساهم أنفسهم) . فلا يفكر في مصير نفسه وسبل تهذيبها وتوجيهها إلى الغاية التي خلقت لأجلها فيكون من الأخسرين أعمالاً كما قال تعالى : (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً . الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا) . فالله تبارك وتعالى يسد أبواب الحكمة على من أتم عليه الحجة ولم ينتبه وتوغل في الذنوب وتدنس بالموبغات ، يقول تعالى : (أنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه) . أي أنا جعلنا على قلوب الذين عصوا الله ولم يتذكروا بما ذكرهم به أغطية وأستارًا تمنعهم من أن يفقهوا الدين ويقفوا على أسرار الكون وحكمة الوجود . فيعترضون ويتذمرون وينكرون ويتفلسفون وليس هذا الاعتراض والتذمر والإنكار والتفلسف إلا رشحات نفس تلوثت بالذنوب ومظاهر قلب عمي عن رؤية الحق والواقع فإنه تعالى يقول : (لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) .وكما جاء في الحديث الشريف : (أن أعمى العمى عمى القلوب) . نستجير بالله من ذلك .

أحبتي مما سبق يتضح لنا جليًا أن الإنسان لا يمكن أن تتجلى الحكمة في نفسه إلا بعد أن يطهر نفسه بالعبادة وترك المعاصي والتزكية هذه لا تحصل إلا بعد أن يخاف الإنسان ربه ويخشاه فيؤاخذ نفسه على كل صغيرة وكبيرة ويلومها ويؤنبها ويستغفر الله منها بأنواع الاستغفار .

وقد أقسم الله بالنفس اللوامة تقديرًا لها بقوله تعالى : (لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة) . فإذا لام الإنسان نفسه وكفر عن سيئاته أخذت نفسه تتزكى وتتطهر شيئًا فشيئًا بنتيجة خوفه من الله تبارك وتعالى فتنفتح عليه إذ ذاك أبواب الحكمة وتطمئن نفسه وتحل أمامه كل ما يختلج في نفسه من اعتراضات وتنقشع عنه الشكوك والريب والأوهام .

والإمام الصادق سلام الله عليه يوضح لنا هذه الحقيقة ببيان رائع وبليغ : (ليس العلم في السماء فتستنزلوه أو في الأرض فتستخرجوه ، وإنما هو كامن في جبلتكم ، تخلقوا بأخلاق الروحانيين يكشف لكم) .

أحبتي إن أعلى مراتب الحكمة هو شكر المنعم وهو بابها . وهذا الشكر يتجلى في جميع أنواع العبادات والأعمال الصالحات فكلها مظهر من مظاهر الشكر ، ولا يحصل ذلك إلا بعد خوف الله جل جلاله ومن ثم تتجلى الحكمة وتطمئن النفس . إذن : (رأس الحكمة مخافة الله)

دموع الوحي
12-22-2008, 11:38 PM
أمير الغرباء


يعطيك الف عافيه


على هذه الموضوع


تحياتي لك

أمير الغرباء
12-23-2008, 04:05 PM
مشكور على مرورك

بدربونادر
12-24-2008, 10:49 PM
أمير الغرباء


يعطيك ألف عافيه



على نقلك هذه الطرح الراقي

أمير الغرباء
12-25-2008, 01:46 AM
مشكور على مرورك

دانه
12-30-2008, 10:03 PM
يعطيك العافية اخوي امير الغرباء على الموضوع المتميز

أمير الغرباء
01-01-2009, 02:44 PM
مشكورين على مروركم